ربما يخفى على الكثير من أبناء العرب اليوم أن السبب الحقيقي الذي أدى في القرن الثامن قبل الميلاد إلى انهيار سد مأرب في اليمن وتشريد أكثر القبائل العربية في ذلك الوقت وبالتالي انتشارها في الجزيرة العربية وإلى خارجها ، يعود إلى الجرذان حيث أعملت أظافرها وأسنانها في بنيته التحتية منذ أمد بعيد دون أن تُكتشف من قبل المعنيين بالسد ، وأن تلك الإشاعات التي كان يروج لها الكاهن عمران بقرب إنهيار السد لم تكن من فراغ . (المعلومة عن الكاهن مستقاة من موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة حتى لايذهب تفكيرك أخي المتلقي بعيداً). وتلك النتيجة تم التوصل إليها بعد إجراءات سريعة لتهديئة النفوس المنكسرة ، وتطييب خواطر القبائل المنكوبة ، حيث عقد اجتماع عاجل مساء يوم الإنهيار الكبير ، انفض على أن يتم الإعلان بأسف شديد وبكل شفافية (كلمة شفافية لم تكن موجودة في القاموس الإعلامي في ذلك الوقت بالتأكيد) بأن حارس السد يتحمل كامل المسؤولية لغفلته وعدم ملاحظته ارتفاع منسوب المياه حتى تجاوزت الطاقة الاستيعابية للسد فتحولت مياهه الراكدة في لحظات إلى سيل عرم منقول أخذ يجرف كل شيء في طريقه إلى أن أصبح قاعاً صفصفا ، وماترتب على إثر ذلك من الخسائر في الأرواح والممتلكات وبالتالي اضطرار القبائل إلى مغادرة أماكن تواجدها حول السد إلى أماكن أخرى أكثر أماناً ، وربما محاولات من هنا وهناك للملمة الموضوع ولو ببعض الترهيب من وعثاء السفر أو بشبيحة الجرذان ! وعندما تبيّن للمواطن العربي القديم أن السبب هو الجرذان المتوحشة ، تمت إعادة الحارس إلى عمله ، وإعادة بناء السد من جديد وإن تأخر ذلك كثيراً إلى العام 1986م (على نفقة الشيخ زايد رحمه الله إن لم تخني الذاكره) ، مع معالجة أماكن تواجد تلك الجرذان لكي لا تتكرر المأساة مرّة أخرى. حرر في 13 ذوالحجة 1430ه ملحوظة مهمة : لعلك لاحظت قارئي العزيز تاريخ مادونته أعلاه ، مدى تقاطع مايحدث في عالمنا العربي من إنهيار لبعض الأنظمة (السدود المنيعة) بسبب الجرذان (الشعوب) ، وكيف أن الزعيم يريد أن يأخذ دور حارس سد مأرب ، ولكن للأسف بعد فوات الأوان بخروج الجرذان (الشعوب) عن السيطرة !