ما أن تسلم سامي الجابر زمام قيادة الدفة الفنية لفريقه ضد الاتحاد في نصف نهائي الأبطال على خلفية إقالة كالديرون حتى بدأت تتجلى لدينا مقومات ومتطلبات إمكانيات وكاريزما (المدير الفني) لديه والتي كنا قد أشرنا إليها منذ إعلان اللاعب اعتزاله مزاولة كرة القدم. فنجاح سامي كمدرب أو بالأحرى (مشروع مدرب) بمنطقية أكثر منها عاطفية ينبغي أن يكون إتماما لمسيرة بناء وصقل تنطلق من أرضية (علمية) سليمة بالدراسة والصقل والدورات والتدريب المستمر فمباراة واحدة لا تكفي لإنجاب مدرب وطني مؤهل ومعتمد وقادر على الإضافة الإيجابية لسلسلة مدربين هذه البلاد مستقبلا!! وما تتطلبه الأهلية من صقل وعلم .. وتدريب وابتعاث ينتهي بترخيص دولي معترف به لمزاولة مهنة التدريب ، و(الجابر) رياضي مخضرم ومثقف وخير من يقدر قيمة (العلم مع العمل) ، وبالتالي الكفاءة اللازمة لسد الفراغ الوظيفي بمهنية وأهلية وحس أكاديمي يعزز من حضوره كمدرب مؤهل ومعتمد رسميا ومهنيا واحترافيا. جميعنا شاهدنا تألق (الجابر) لاعبا يعد الأبرز على مستوى المنتخب وناديه ، وبالشكل الذي أعطاه النجومية والصيت الذائع قاريا أيضا ، وإداريا تميز الجابر بإدارة الشؤون الإدارية لناديه ، وإن جاءت بعض الأقاويل و (الفبركات) لتدلل على العكس لكنها مجرد فرضيات ارتبطت بأحداث جارية ، فمثلا ما قيل عن الجابر بأنه محارب للنجوم وسبب (بتطفيشهم) ليست قاعدة صحيحة ، فابتعاد الدعيع محمد المنطق يعيده لرغبته بالاعتزال والتنحي عن مزاولة الكرة ، وسلسلة غيابات (مهازل) بل (مزاج) خالد عزيز المتقلب عائد لضعف ذهنيته المهنية وتدني ثقافته الكروية كلاعب محترف ، وبالتالي لا أعتقد أن تلك الحالتين أو سواهما -الله أعلم- مؤشر على سوء تعامل الإداري مع زملائه اللاعبين ومضايقته لهم لطالما أثبت جدارته بالنواحي الإدارية وتطبيق النظام والقانون بعيدا عن المجاملات .. المحسوبيات والتفرقة بالمعاملة!! إقالة (كالديرون) التي من المفترض أن تأتي قبيل مباراتي نصف النهائي أمام الاتحاد وعطفا على تدني حظوظ وحلول الأرجنتيني الإدراكية أمام فريقه السابق الاتحاد كان يمكن أن نحكم من خلالها على جودة فكر .. وقراءة ميلاد حيل الجابر الفنية التدريبية وقدرته على تسخير خبرته وخلفيته بمباراة ابتدائية (صفر/صفر) ، لكن الموقف الذي وضعت من خلاله إدارة الهلال (جابر عثراتها) كان أكبر من جبر الخواطر ذاتها ، وفوق حلول أي مدرب متمرس عطفا على الفارق الزمني الرقمي الجغرافي والمعنوي بين موقف الهلال وأسبقية (ثلاثية) الاتحاد ، وبالتالي تعيين الجابر بهذه المهمة ليس سوى إجراء روتيني (احترازي) يذكرنا بما كانت تفعله إدارة شؤون المنتخبات حينما كانت تسند المهمة للمدرب الوطني بالوقت الصعب والتوقيت الضيق ، وحدث ولا حرج!! والمنطق يقول بأن الظروف المختلفة لن تمكن مدرب (الطوارئ) من عمل أي شيء فما بالك بطاولة مراد قلبها بوجه فريق يتسلح بأرض وجمهور وحماس ... غيييير!! وأنا مع الهلاليين بأن الفريق الكبير قادر على التعويض وإحداث الفارق ولست معهم (بالتشبه) بالقوم الذين يرمون باللائمة على الحكام ، وإن صحت الأخطاء فشماعة التحكيم ليست من شيم الكبار وعادات الهلال ، نستغربها ونستهجنها .. (واللي ما يأكل بإيده ما يشبع) .. فهل وصل؟!