تحتفي وزارة التعليم العالي ، بل وتحتفل في بحر هذا الأسبوع بتخريج الدفعة الرابعة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وذلك في مختلف مراحل التعليم العالي : البكالوريوس ، الماجستير ، والدكتوراة ، والزمالة. ولنا وقفة مع الاحتفاء بالمنجز ، والاحتفال بالمنجزين الذين تغرّبوا طلبًا للعلم ؛ ليعودوا للانخراط في سلك العمل ، وللإسهام في دفع عجلة البناء كلٌّ في ميدان تخصصه وفنّه. وفي غمرة هذا الاحتفاء بهؤلاء الخريجين تأمّلتُ كثيرًا في ثمار هذا البرنامج اليانعة ، بل وإيجابياته اللامحدودة ، وعنّت لي فكرة كيفية استثمار طاقات أبنائنا ، وبناتنا المبتعثين ، أو المبتعثات للدراسة العليا (الماجستير ، والدكتوراة) في العمل على إثراء المكتبة العربية بترجمات لأفضل ما تنشره دور النشر والجامعات في بلدان الابتعاث من معارف وعلوم ، ويمكن أن يتم ذلك إمّا من قِبل الأفراد المقتدرين ، أي الذين تمكّنوا من لغة دولة الابتعاث ، أو من خلال فرق عمل يكون ناظمها التخصص ، أي أن كل مجموعة في تخصص تختار ما يستحق الترجمة في ميدان تخصصها. ومعلوم أن لدينا مبتعثين في (28) دولة ، عدد طلبة وطالبات الماجستير منهم هو(19051) طالبًا وطالبة ، وعدد طلبة وطالبات الدكتوراة منهم (4860) طالبًا وطالبة. فلو طُلب من هؤلاء جميعًا ، أو حتى من نصفهم ، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي ، والملحقيات التعليمية-الثقافية ، التي ستتولى ، وكجزء من ميزانية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث ، تمويل مشروع الترجمة العملاق ، الذي نتمنّى أن يحظى بالموافقة من قِبل وزارة التعليم العالي ، ومن مبتعثينا بالقبول والمساندة ، وليبدأ تفعيله فورًا .. إنها عملية إثراء عظيمة ، لَكُم أن تتصوّروا كم عدد الكتب التي ستُترجم من الإنجليزية ، والألمانية ، والفرنسية ، والصينية ، والكورية ، والإسبانية ، واليابانية إلى اللغة العربية .. ضوء : (لا تقولوا ماذا قدّم لنا الوطن؟ بل قولوا ماذا قدّمنا للوطن؟)