لا تزال قضية إعلان اسم مدرب المنتخب السعودي الأول تشعل الجو الرياضي العام ، خاصة مع طول الفترة الزمنية لإنهاء مهمة التعاقد. وبالتالي ، إعلام الرأي العام الرياضي ببنودها من على أرضية صلبة من حيث الشروط والبنود المتفق عليها! وفي اليومين الماضيين فاجأتنا أنباء متواترة ومتضاربة عن فشل إتمام توقيع الاتحاد السعودي مع المدرب الجديد البرازيلي ريكاردو غوميز مدرب فاسكو دي جاما ، والغريب في المسألة أن الاتحاد السعودي (نفسه) لم يعلن رسميا وصراحة عن خبر توقيع عقد احترافي ورسمي متكامل النصوص والبنود معه ، ووجه الاستغراب يكمن في إعلان النفي الذي جاء على خلفية نبأ تعثر المفاوضات مع المدرب أو تراجعه عن قراره ، وتصدي مدير إدارة شؤون المنتخبات السعودية محمد المسحل له بالنفي ، والتساؤل الملح : كيف يعلن القائمون على المنتخب خبر النفي حول ما تم تداوله من أنباء عبر وسائل الإعلام وفي الأساس هم لم يعلنوا (بعد) عن صحة خبر التعاقد معه رسميا؟! هذا من ناحية ؛ ومن ناحية أخرى ، في حال صحة إتمام المفاوضات مع المدرب وبالتالي الوصول لشبه اتفاق على أقل تقدير ، لماذا لم تكن هناك شفافية ووضوح بشأن الإعلان نفسه؟!! أجواء كهذه من تضارب في الأنباء وتخبطات (صحافية) بصيغة (خبطات) جاءت نتيجة لأي شيء في رأيكم؟! الأكيد أنها إفراز طبيعي للتكتم الواضح بشأن الإعلان عن هوية المدرب وماهية التفاوض معه من قبل الفكر الإداري الجديد الذي يبدو أنه ماض في طريق غير ما اعتدناه ؛ فنجاح العمل تتحدث عنه مخرجات العمل نفسه وليست وسائل الإعلام .. فالأخبار متى ما بقيت في أجواء من الضبابية والتكتم ، أفرزت عشوائية واجتهادات لا آخر لها. ومع احترامنا لمسيري المنتخب ، فإن سياسة (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)، ليست ذات مغزى إيجابي كل مرة ، خاصة مع قضية تهم الرأي العام الرياضي ، وتعودنا على الوضوح والشفافية في كل قرارات اتحاد الكرة ، فما بالك بقضية تعنى باختيار مدرب للمنتخب ، وهو قرار وطني بحت ، فمن المتسبب في تلك الضبابية والعشوائية ، وبالتالي ، التناقض في الأنباء؟! وإذا ما سلمنا بصحة المفاوضات ومن ثم تعثرها ؛ فهل يعقل أن يبقى الاتحاد السعودي على قناعته بهذا المدرب إذا صح أنه لا يريد إكمال التعاقد أو تراجع فجأة؟!! ومع احترامنا لغوميز الذي يحمل سجلا شرفيا في تدريب (أندية) فضلا عن (أولمبي) بلاده ، فإذا كان لا يريد تدريب منتخبنا أو ليست لديه قناعات كافية به كمنتخب ، فبالتالي ، نحن لا نريده ، ويجب أن لا يحرص الاتحاد السعودي عليه أو يضغط عليه بأية ضمانات أو مسؤوليات في العقد البدائي ، لأن النتيجة ستكون معروفة ، ونحن لا نريد أن نسبق الزمن ، ولكنها مجرد افتراضات ضمنية. الاختيار .. التعاقد ، النفي ، التردد ، التأكيدات .. وجوه لحقيقة واحدة اسمها (غياب الشفافية) وهي نذير فشل إداري ذريع متى ما تم التعاطي باستمرارية معها ، ومن شأنها زعزعة الجو الصحي الذي نريد لاستعدادات منتخبنا أن تنمو فيه مع شيء من التركيز والاستقرار في الفترة المقبلة ، بدلا من الدوران في حلقة المغمورين والمترددين ، والثقب واضح (صراحة) بين خيارات الأندية المحلية لمدربيها ، وبين خيارات المنتخبات السعودية مع المدربين (ال...) ولا تعليق!