في منعطف آسيوي جديد تدخل أنديتنا الأربعة المشاركة بدوري أبطال آسيا مرحلة جديدة اليوم وغدا، فباستثناء الاتحاد الذي ضمن التأهل لدور ال16 ، فإن ممثلينا الثلاثة ، الهلال والنصر والشباب ، سيكونون بحاجة لضمان التأهل للدور التالي. الهلال سيواجه الغرافة القطري بالعاصمة السعودية الرياض ، وبالتالي المباراة نظريا وجدليا ، وربما منطقيا ، في حوزة فلسفة مشروع الهلال المقبل بالمضي بحصد البطولات ، إلا أن (التجربة) أثبتت أن أمثال تلك التطمينات المسبقة والحالات التي يلعب بها الفريق بفرصتي التعادل والفوز تفضي لخسارة غير متوقعة ، وقد لا يكون لها حساب أو موقع من الانتباه!! وسبق وأن مرت فرق كبيرة بمثل تلك النكسات المتوقعة بعالم تحكمه كرة هوائية منفوخة ، أجار الله فرقنا من مزاجيتها المحتملة ، لا قدر الله. الاتحاد سيلعب على أرضه وبين جمهوره ويستضيف بودنيكور الأوزبكي، فعلى الرغم من وضعية الاطمئنان عليه كمتأهل أول عن الفرق السعودية الأربعة ، فإن ما يجب أن يضعه ضمن حساباته هو احترام الخصم وإعطاؤه حقه من الاهتمام ، فالنقطة البيضاء تفيد في الليالي السوداء (بيض الله وجوهكم)!! وأخشى ما نخشاه على فرق ، كالهلال والاتحاد ، الانسياق التام أحيانا بمرمى الأفضلية فتجد الفريق يلعب على أرضه وبين جماهيره ومطمئنا على الوضع، (وفجأة) تصبح كل عوامل التفوق والإجادة الفنية والأفضلية في .. (خبر كاااااان)! لماذا؟!! لا أدري ، غير أن ما أعلمه هو أن الأرض لا تهدي نقاطا ولا تبعث على أفضلية ، بل يمكن أن تكون عامل ضغط إن لم تبحث أنت كفريق عما يميزك ويدفع تلك الأرض لمسارعة خطواتك إلى المرمى وتلك الجماهير الغفيرة لزيادة حماسك وتفاعلك مع اللعبة ، وبالتالي نستطيع القول بأن تلك العوامل جوانب إيجابية في شحذ همم اللاعبين وبث الحماس بصفوفهم والحصول على المبتغى (الثلاث نقاط) ، عدا ذلك فلا أعتقد بأن تحدث معجزات!! ولأنه لا الوقت ولا الظروف يسمحان بمزيد من المغامرات الخضراء آسيويا ؛ فيجب أن تتنبه فرقنا الأربعة لهذه المهمة القارية التي هي بالأساس واجب وطني تجاه الكرة السعودية بغية رفعتها والوصول بها للمكانة اللائقة .. قلناها ألف مرة ؛ تقدم المنتخب كوصول للاستحقاقات المختلفة وحصد النتائج الإيجابية المشرفة (منبعه) و(أساسه) و(انطلاقته) من قوة حضور الفرق السعودية على مختلف الأصعدة ، وبالتالي (التصدير) للمنتخبات السعودية التي تحصد تلك الثمار وتجنيها بأريحية واطمئنان. النصر والشباب سيواجهان الفرق الإيرانية في كلاكيت ثاني مرة بعد الاتحاد والهلال اللذين لعبا الأسبوع الماضي هناك ، وبالتالي مرت الأمور بسلام ، ولا أعتقد أنه من اللائق والعقلاني استمراء بث المخاوف السابقة ، فالتجربتان الزرقاء والصفراء ، التي مرت ، تنبئان بأن الأمور في وضع الأريحية التي يجب التعاطي معها بشيء من التفاعل الذهني والنفسي والفني بالملعب ، وككل المرات نؤكد الدور الإداري وقدرته على تهيئة الجو العام لهاتين المباراتين اللتين سوف تحددان المتأهلين عن المجموعات. (الهلال .. النصر .. الشباب) ثلاثي على الطريق الآسيوي يتقدمه الاتحاد ، فهل انتصرت تلك الفرق الممثلة لكرتنا لشعار الوطن الغالي وقدمت التأهل عربونا لعلاقة ود جديدة مع آسيا؟!