تأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للولايات المتحدةالأمريكية في أعقاب إلقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابه والذي كان طويلاً نسبياً حيث استغرق أكثر من خمس وأربعين دقيقة ، وتناول فيه ما يجري في المنطقة في أعقاب سقوط أكثر من نظام ، كما تحدث عن تصوره للقضية الفلسطينية. الحوار متوقف منذ زمن طويل ، والإسرائيليون يتوسعون في الاستيطان ،والموفد الأمريكي جمع أوراقه ورحل ، في الوقت الذي أعلن الطرفان الفلسطينيان مصالحة برعاية مصرية ، وليس بعيداً أن تصمد هذه المرة بسبب غياب الظروف والأشخاص الذين يعكفون على تعميق أسباب الاختلاف. إشارة أوباما إلى دولة فلسطينية على حدود ما قبل حرب يونيو 1967 أغضبت نتنياهو ، وليس بعيداً أن تبدأ حرب خفية بين الطرفين يحاول الصهاينة من خلالها إحراق مراكب أوباما للترشح لفترة رئاسية ثانية ، بل ربما يسمعها صريحة في الإيباك حين يقف يلقي خطابه خلال يومين. فلسطين قضية العرب والمسلمين ورمز عزتهم وعنوان كرامتهم ، ومهما حسبوا أنهم غير معنيين بها فليس ذلك إلا من قبيل التماس الأعذار الذاتية لتبرير عجزهم ،والذين تاجروا بها لعقود قد انفضح أمرهم ، ولم يبق إلا أن تعرف الأنظمة أنها مسؤولة عن هذا الملف ، وأن صوتهم سيكون أشد قوة حين يبنون نظاماً يقوم بالإنسان وحده : احتراماً وتعليماً ومشاركةً ، وعندئذ فقط يحسب الناس لهم حسابا.