ساءني وغيري من ركاب الرحلة 1299 المتجهة من جدة إلى القريات أنها ألغيت دون سابق إنذار ، وما صاحب ذلك من بعض التصرفات ، ولمن يريد تفاصيل الموضوع يعود لأرشيف صحيفة (سبق) ويبحث تحت عنوان : مسؤول في (السعودية) بجدة يتلفظ على أحد الركاب بعبارة (كل تبن). كان الموعد الجديد للرحلة في الساعة 11.25 مساء لتتأجل مرة أخرى حتى الساعة 11.55 أي بما يعادل نصف ساعة ، كنت أتحدث في صالة المغادرة مع راكب ذكر لي أنه متجه إلى جازان ، فلما سمعني أقول (يالله نصف ساعة جديدة) قال : (احمد ربك رحلتنا أجلوها ساعتين!!) ، ضحكت وقلت له : ألا تعلم بأنها نصف ساعة سبقها 12 ساعة تأخير؟!. وحمدت الله أنا ومن معي بأن صدق الموعد ، وركبنا الطائرة على الموعد الأخير ، ووصلنا القريات بحمد الله في تمام الواحدة وأربعين دقيقة صباحاً. وفوجئت بأن حقيبتي لم تصل!! وبعد محادثات واتصالات بين القرياتوجدة تم إرسالها على رحلة الصباح ، ووصلت بحفظ الله وسلامته. تلقيت كماً كبيراً من الاتصالات على إثر الخبر الذي نشرته (سبق) ، وكان من ضمن الاتصالات اتصالان أحدهما من أحد المستشارين القانونيين بالخطوط السعودية ، والآخر من المدير التنفيذي بالمطار ، مبدين اعتذارهم الشديد عما حصل ، ومتسائلين عن ذلك الموظف الذي صدر منه التلفظ على الراكب ، وأشار الأول إلى أن هناك لجنة تحقيق كلفت بهذا الخصوص ، كما بلغني أن اللجنة تمكَّنت من مقابلة الراكب تركي الأحمري وأعطاهم كل ما لديه عن الموضوع. نحن نقدِّر أن الموضوع لقي اهتماماً ، وحظي بتشكيل لجنة للتحقيق فيه ، ولكننا في الوقت نفسه لا نريد فرقعة إعلامية وقتية ليس إلا ، أو تكوين لجنة لإيقاع عقوبة بحق ذلك الموظف المسؤول عن تلك الألفاظ أو غيره ، نحن نريد فقط كمواطنين أن يكون هناك خدمة متميزة ولطف في التخاطب واعتذار عند حصول خطأ في موعد أو تأجيل أو خلاف ذلك. إذا كان ملكنا وقائدنا حفظه الله يعتذر لمن زاره من شعبه على أنه لم يقم لمصافحتهم ، فهل عجز مدير عام الخطوط السعودية أو أحد قياداته في الخطوط السعودية أو متحدثهم الإعلامي عن تقديم الاعتذار لمن تُرتكب بحقهم الأخطاء بشكل شبه لحظي؟ ولمن أراد مصداقية ذلك عليه متابعة ردود زوار (سبق) على الموضوع سابق الذكر ، أم أن كثرة الأخطاء أصبحت أكبر من أن تلاقي اعتذاراً؟!. المسافرون المتضررون ، فيهم الكبير وفيهم المرأة وفيهم العامل الوافد ، هؤلاء من يُعتذر لهم ، البعض منهم لا يملك من يوصل صوته أو يشتكي إليه ، والبعض الآخر ليس لديه يقين بأن هناك من سينصفه ، خصوصاً مع تواتر ما يُنشر من مشاكل في الصحف والمواقع حول أخطاء الخطوط السعودية. عندما أقرَّت الخطوط السعودية تطبيق عقوبة خصم 25% من قيمة التذكرة المؤكدة التي لا يتم السفر عليها ، لماذا لم تضع عقوبة على نفسها أو تعويضاً لمن تُلغى رحلته أو تؤجل أو يتأخر وصول متاعه في وقته المحدد؟ وإن كان ذلك موجوداً فمن المسؤول عن عدم تطبيقه؟!. ولكم فيض التقدير والمحبة.