هجمة شرسة نتجت من الاحتقان بين بعض المشايخ من جانب وبعض الكُتّاب من جانب آخر خلال الأيام الماضية ، وكل منهم يريد الانتصار لنفسه بغض النظر عن الحق مع مَنْ منهم؟ فبعض المشايخ يتحينون الفرص لأي مأخذ على الكُتّاب ، والكُتّاب يريدون أن يكون صوتهم مسموعاً ، وأن يؤخذ بما يكتبون عن بعض التشدد والغلو .. وبين هؤلاء وأولئك يقع المتلقي من بقية أفراد الشعب الذين يميلون إلى جهة دون الأخرى ، حتى أوجد ذلك الاحتقان فريقَيْن (مع وضد).. الوطن الذي نشأ الجميع على ترابه بحاجة إلى التكاتف من الجميع ونبذ الفُرْقة التي بدأت معالمها تتجلى من خلال بعض منابر المساجد وصفحات الصحافة بأنواعها ، وأصبحت تُستخدم لتصفية الحسابات. وكنت أتمنى أن يكون توجُّه الجميع هو توحيد الصف ولَمّ الشمل ؛ فالفُرْقة يسهل في ظلها أن تُخترق البلاد دمن الداخل والخارج ؛ فالعدو يتربص بنا ، ويريد أن تتفتت اللحمة الواحدة بين القيادة في هذا الوطن والشعب ؛ حتى يجدوا منفذاً لهم لبث سمومهم وتنفيذ أجندة يُحضّرونها منذ زمن ليس بالقصير. لقد أصبحنا مضرب المثل للعالَم كله عندما حاول الأعداء اختراقنا قبل أيام ، وأرادوا تفتيت الوطن ؛ فقال الجميع بصوت واحد (لا) ، وانبهر الجميع بما رأوه من التفاف الشعب بكامل أطيافه حول قيادته بعد أن كانوا يراهنون على نجاحهم في الوصول إلى مبتغاهم. تعالوا نقف على بعض ما كُتب عن السعودية وما ذكره بعض القادة في العالَم عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشعبه : التايمز الأمريكية : الشارع السعودي متلاحم مع قيادته ، وأقوال المعارضة لا يمكن ترجمتها لأفعال. واشنطن بوست : الشارع السعودي يرى المعارضة فئة منشقة ومثيرة للفتن ، ولا مكان لمطالبهم بينهم. السفير الأمريكي السابق بالسعودية جونسون ليفرند : العاهل السعودي خط أحمر للشارع السعودي ، ويحتل لديهم مكانة خاصة وعالية. رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير : لم أرَ قط شعبية مماثلة لشعبية الملك عبدالله ، وعجبت خلال حضوري إحدى المناسبات الوطنية السعودية بولاء السعوديين لملكهم. هذا قليل من كثير كُتب عن الملك وعن شعبه وعن التكاتف الكبير بينهم .. فهل يقبل هؤلاء المتخاصمون من بعض مشايخ الدين والكُتّاب تفريق الوحدة التي شهد بها الجميع؟ كل ما نتمناه أن نبقى صفاً واحداً ، وأن تُوجَّه سهامنا للعدو ، ولا نوجهها إلى صدورنا.