كلما فتح الملك عبد الله بابا للفرح ، وكلما أعلن الملك الإنسان عن بشائر جديدة لأبنائه وإخوانه المواطنين قاموا بوضع الآليات والإجراءات والشروط والضوابط لامتصاص فرحة الناس ، وتعويم بهجتهم تحت ذريعة اللوائح والأنظمة الارتجالية والمبتكرة . جاء الأمر الملكي واضحا باعتماد صرف راتبين مكافأة لموظفي الدولة دون تحديد ما إذا كان الراتب الأساسي أو الصافي ، ببدلاته أو دون ذلك ، فجاءت وزارة المالية لتضع (الشوكة في الكرشة) ، كما يقال في المثل العامي وتفصل على مزاجها وتبخل على أبناء الشعب الوفي البدلات أو حتى بدل غلاء المعيشة الذي أقره مجلس الوزراء والذي صدر بتاريخ 20/3/1432ه ، ليصبح من أصل الراتب قبل صدور الأمر بصرف الراتبين !. إضافة إلى ذلك أن بعض موظفي الدولة كالعسكريين مثلا الأفراد خصوصا سيستلمون القليل عندما لا تحسب لهم البدلات حين صرف مكافأة الراتبين ؟!. وفي ذات السياق جاء الأمر الملكي بإعانة (المعطلين) عن العمل من شباب الوطن ، فجاءت وزارة العمل بقائمة من الشروط والمعايير . أما المتقاعدون الذين أفنوا حياتهم لخدمة الوطن في مجالات مختلفة فقد استثناهم وزير المالية من قرار الأمر الملكي ، الذي أقر الحد الأدنى لمرتبات موظفي الدولة ، وكأنهم خارج سياق الحياة ، رغم أنهم أولى من غيرهم ، كونهم عاجزين عن العمل ويعولون أسرا كبيرة !. وهنا لا بد أن نشيد ببعض القطاعات الخاصة التي كافأت عامليها بصرف مرتبين أساسيين ، ونتمنى أن تكمل جميلها لتحدد رواتب موظفيها بما لا يقل عن 3000 ريال كحد أدنى . الكثير والكثير فرحوا وأغرقوا الشوارع بأمواج من المسيرات وعطروا الأرض بالغناء والفرح ، وملأوا السماء بالصلاة والدعاء لخادم الحرمين الذي يعطي بسخاء ، ويحمل هموم شعبه في قلبه الأبيض حتى أثقل كاهله .. ويكفي !.