قبل أن نشرع في البحث عن مدرب يتولى قيادة المنتخب هنالك أولويات تحمل من الأهمية ما يفوق المدرب القادم وآليات البحث عن كفاءته. - ففي سياق البحث عن مستقبل تشرق فيه الكرة السعودية سواء على مستوى المنتخبات أم سواء على مستوى الأندية لابد على اتحادنا العزيز أن يسارع أولا إلى ترميم هذا الوضع الرياضي العام وترميم ما بدواخله من وهن وضعف وعشوائية كون الذي أدرك أبعاده الصحيحة أن اللجان وتحسين واقعها مع صياغة بعض القوانين واللوائح هي الضرورة التي يجب أن ننطلق من خلالها أما عملية التركيز على جلب المدرب وعملية البحث في أوراق اعتماده فهذه مجرد قرار بسيط من السهولة بمكان اختياره في جزء من الثانية ولا تستدعي كل هذا التجييش من خبراء أرى في حضورهم اليوم ذات المشهد الذي تكرر ولكن دونما نتيجة. - أدرك جيدا وأعرف تماما أن الأمير نواف بن فيصل يملك ويمتلك من بناة الأفكار النيرة والخلاقة ما قد يسعفه لتحقيق كل الغايات لكن ومن باب التذكير فقط أقول وضعنا الرياضي لا يزال حافلا بالأخطاء وبما أن الأخطاء التي ساهمت في إعاقة الحراك الرياضي محليا وإقليما وقاريا لا تزال واضحة المعالم والاتجاهات فمن الأولى على اتحادنا المحترم أن يركز على عملية الاحتواء وتضييق هوة هذه الأخطاء حتى يستطيع النجاح في نهاية الأمر من وضع اللبنات الأساسية لواقع رياضي سليم يتلاءم بشموليته مع الاحتراف ولا يقبل الانحراف، أعني الانحراف عن مواكبة هذه المرحلة الرياضية التي تقوم على النظام وتعتمد عليه ولا ترضى بأي بديل سوى العمل المنظم. - اليابان على سبيل المثال وهي الطرف المنافس لنا قاريا ثابرت واجتهدت حتى تألقت في رسم الخارطة الصحيحة التي أهلتها لأن تصبح زعيمة القارة وكل هذا التحول الكبير في الكرة اليابانية لم يكن لولا تلك المنظومة العاملة التي استهدفت الحس الوطني قبل أن تستهدف الذات المؤقتة مع التأكيد أن هذه الأخيرة هي العبء الذي أثقل كاهل الرياضة. - العمل أي عمل يبحث له عن نجاح وهذا النجاح يبدأ بجوانب إدارية وقانونية وإذا ما توفرت مثل هذه العناصر بالشكل المنتظر والمطلوب فالذي أجزم عليه هو أننا كرياضيين سنتعايش مع مرحلة مغايرة ترتقي فيها الكرة السعودية وتتألق وتستعيد هيبتها بالمستويات وبالنتائج. - اليوم فرصة للتقييم وغدا فرصة للعمل فهل نبادر في فهم المتطلبات أم أن الغاية والطموح سيبقى محصورا في الصراع من أجل البقاء في الكراسي؟ - لن استبق الإحداث لكي أجيب على مثل هكذا تساؤل لكنني سأبقى في مواقع من ينتظرون عودة الزمن الجميل للمنتخب وللكرة السعودية عموما وسلامتكم.