في الوقت الذي شهدت فيه ملاعبنا اشتباكات جماهيرية وهتافات مسيئة متبادلة كما حدث بين الاتحاد والهلال مؤخرًا بما يؤثر على الروح الرياضية والمنافسة الشريفة فقد اتخذت جماهير الأهلي مسلكا فريدا وأولوية جديدة بترسيخ التعامل الحضاري الجماهيري ومساندة اللاعبين معنويا بتدشين النشيد الرسمي للنادي الأهلي ليصبح الأهلي مثل ريال مدريد وبرشلونة وليفربول والأرسنال والأهلي المصري وهي الأندية الكبيرة التي تملك جماهيرها نشيدا رسميا تردده عند دخول اللاعبين وعند خروجهم بغية تجسيد الانتماء والعشق والمحبة وتزرع في اللاعبين الحماس والإصرار والرغبة في تحقيق الفوز ، وتزداد رغبتهم في الانتصار عندما يدركون أن وراءهم جمهور وفي وحضاري ، وهذه الخطوة إنما تؤكد أمرا مهما وهو أن الجماهير أصبح لديها وعي كبير بضرورة تفعيل دورها المعنوي بأسلوب حضاري جديد كما تفعل جماهير الأندية العالمية ، وليس جديدا أن يحقق جمهور الأهلي هذه الأولوية في ظل تسجيله للعديد من الأولويات في جانب إثراء الدور الحماسي والمعنوي بالأهازيج الجميلة والحركات التشجيعية الملفتة وحتى الاحتجاج الحضاري المؤدب عندما يكون هناك ما يدعو لذلك ، وهو بهذا الدور يسير جنبا إلى جنب مع الأهلي النادي الذي سبق الجميع بخطوات رياضية جميلة وفريدة لتقتدي بها الأندية الأخرى ، فالأهلي أول من استحدث مجالس جماهيرية تضم ممثلين لمجالس جماهير الأهلي في جميع المناطق برئاسة العميد مشعل العتيبي قبل عشر سنوات تقريبا وتم تكوين ثلاثة وعشرين مجلسا وإلحاقه بلائحة أعضاء الشرف وافتتحه قلب الأهلي النابض الأمير خالد بن عبدالله بمقر النادي وأرجو ألا يأتي من يدعي الأولوية المصطنعة في ظل وجود هذه الحقائق الراسخة مثلها مثل أولويات مهرجانات التكريم واليوبيل الذهبي ومجلس أعضاء الشرف وتحقيق أول بطولة دوري عام (1388ه) .. وعودا على بدء فإن تدشين النشيد الرسمي للنادي الأهلي هو علامة فارقة للنادي الراقي وجماهيره الراقية وصورة متفائلة لأدوار جماهيرية قادرة على تأصيل التعامل الحضاري والبعد عن العنف ، فكل الشكر لمؤلف كلمات النشيد الشاعر خالد المطرفي ورابطة جماهير الأهلي بقيادة سعود برقاوي وبدر تركستاني ولجماهير الأهلي ، وأتمنى أن تقتدي جماهير الأندية الأخرى بالأهلي وجماهيره لتصبح لدينا لغة جديدة وهادئة في المدرجات تعكس الوجه الحقيقي للمشجع الرياضي السعودي في إطار أخلاقيات ديننا الحنيف ومبادئ المنافسة الشريفة.