في (9) كانون الثاني (يناير) 2007م نشرت صحيفة (الرياض) تصريحاً للمهندس عبدالله الفوزان ، وكيل وزارة التربية والتعليم للمباني والتجهيزات المدرسية سابقاً ، بأنه بحلول عام (1432ه) سوف تستغني وزارة التربية والتعليم بالكامل عن المباني المدرسية المستأجرة ؛ لينعم -على حد قوله- جميع أبنائنا الطلاب في أنحاء المملكة كافة بالدراسة في مبانٍ حكومية نموذجية ، تتوافر فيها متطلبات العملية التربوية والتعليمية كافة. وأبدى المهندس عبدالله الفوزان في سياق تصريحه مبررات عديدة ، من بينها مواجهة النمو الطبيعي للسكان ، والتوسع في نشر التعليم ، وأنعطف في تصريحه بشكل تهكمي على المباني المستأجرة بأنها لا ترقى إلى مستوى تصميمات المباني المدرسية الحكومية ؛ لعدم تحقيقها المعايير المطلوبة أو عدم احتوائها على العناصر اللازمة للأداء التربوي المتميز ، ولكونها مشكلة -على حد قول الفوزان- قامت الوزارة وقتها طبعاً -أي قبل أربع سنوات- بوضع خطة وطنية تحقق الهدف من أجل الاستغناء التدريجي عنها (المباني المستأجرة). وكنتُ أتوقع أن تُصبح المباني المستأجرة ذكرى يتندر بها الطلاب في أوقات الفسح ، وتُصبح جزءاً من التاريخ المضني ، ويتعجب الطلاب كيف كانوا يدرسون في غرف ضيقة كعلب الساردين ، وكيف أن بعض المطابخ تحوّلت إلى فصول دراسية ومستودعات لخزن المقررات الدراسية والأجهزة وغيرها؟ كنت أتوقع وغيري أن تُصبح المباني المستأجرة جزءاً من التاريخ إلا أن شيئاً لم يحدث ، ودخل العام (1432ه) وما زالت الكثير من المدارس على مستوى المملكة في مبانٍ مستأجرة. ومن خلال رؤيتي لبعض المشاريع المدرسية في منطقة الباحة أستطيع القول إن أربع سنوات لم تكن كافية لبناء مدرسة واحدة ؛ إذ إن إحدى الشركات قامت بهدم مبنى مدرسة رغدان الابتدائية ، وبعد أن حوّلت المكان إلى قاع صفصف ذهبت لتترك مساحة الأرض غبراء لا تسر الناظرين ، وحين أضع مقارنة بين ذلك التصريح الذي دغدغ عواطفنا والمشاهد التي أمام ناظرينا ندرك أن الكثير من التصريحات أشبه بفقاعات الصابون ، تتلاشى لحظة تماهيها في الهواء. يُفترض أن تضع الوزارة خطة عملية للقضاء على المبنى المستأجرة ، وهي قادرة ، وخصوصاً أن الميزانية المخصصة للتعليم هي الأكثر والأوفر والأضخم ، بمعنى أن من الظلم أن يستذكر الطالب أو الطالبة في مبنى غير مهيأ أصلاً لأن يكون مدرسة ، إلا إذا وضعت الوزارة أفضلية بين الكتاتيب والمباني المستأجرة ؛ فهذا شيء آخر!! ؛ ففي الوقت الذي ينبغي أن يتحقق للطالب أو الطالبة المبنى المدرسي المناسب المتوافر به كل المرافق التي تُعينه وتُساعده في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية نلحظ أن المسافة الزمنية ما زالت بعيدة بمقياس نتائج تصريح عبدالله الفوزان. وها هو العام (1432ه) دخل وما زال حبر الماكينة التي طبعت الخبر راسخاً في الذاكرة ، وما زالت وزارة التربية والتعليم تخطط لإنهاء المشكلة ، ولكن يا تُرى متى تتحقق هذه الأمنية؟