بوصلة أفكاري في الفترة الأخيرة في حالة اهتزاز دائم أمام مايحدث للإنسان العربي ومنه ، ففي الوقت الذي نجده يتسربل بعادات تصل به إلى مسحة من آثار الجاهلية الأولى ، نجده في الوقت نفسه يتقلب في بحبوحة من العلاقات الإنسانية المغلفة بالترف الكاذب ، فالثري السعودي الذي تناقلت الصحف الإلكترونية ومواقع الأنترنت سعية ، أي أنه تجاوز مرحلة تبييت النية ؛ لشراء (مجموعة قوس قزح) من الألماس الثمين بمبلغ يصل إلى نحو (350) مليون ريال لإهدائها للأمير وليام نجل ولي عهد بريطانيا بمناسبة زفافه في شهر أبريل المقبل! وبعيداً عن أن الناس أحرار في أموالهم من حيث المبدأ ، مع أن الله سبحانه وتعالى أنزل في محكم التنزيل : ((وفي أموالهم حق للسائل والمحروم)) سورة الذاريات الآية (19) . وأحاديث المصطفى صلى الله عليه في هذا الباب كثيرة ووافية في كيفية صياغة العلاقة بين الغني والفقير ، بين المجتمع وهواميره ، بين الحكومة والمستفيدين من حماية الدولة لثرواتهم . هاهي أحداث الاحتجاجات في تونس والجزائر التي انطلقت بعد أن أقدم المواطن التونسي محمد البوعزيزي بإضرام النار في نفسه احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية تنذر بتوالي تداعياتها التي يبدو أن وثيقة قمة تونس في العام (2004م) بشأن مسيرة التطوير والتحديث والإصلاح في العالم العربي قد جف حبرها قبل توزيعها! وبما أنني مواطن عربي يكترث بما يدور في وطنه وفي أوطان العرب والمسلمين ، فلعلي أحتفظ بهديتي للأمير وليام إلى أن تسنح لي فرصة اللقاء به يوماً ما!