حين يحضر المرور تأتي الحوادث ويكثر الحديث عن القتلى والمصابين والتلفيات وتستحضر الأحزان وربما سالت الدموع حين تلوح ذكريات الأعزاء الذين انتزعتهم من بيننا يد المنون ما بين الأسفلت والصفيح. كانت ليلة في المستشفى الدولي بجدة أقامتها (سكون) العالمية احتفاء باليوم العالمي لقتلى حوادث المرور ، ولم يترك أحد المتحدثين مدخلا إلى النفس أو العقل إلا وأثار فيه من سجل الواقع الأليم والماضي الأشد ألما ما يهزه ويحرك فيه كل حافز إلى المبادرة. وكان أبلغ تشخيص وأعمق تعبير حديث إنسان عن تجربة حادث مروري يفقد فيه قريبا أو عزيزا ، حيث ذكر وكيل وزارة الداخلية كيف فقد والديه في حادث ، ومدير عام المرور كيف أن ذكرى ولده الذي أودى به حادث مروري لا تفارق ذاكرته صباحا ومساء. وذهب رئيس المنظمة العربية للسلامة المرورية إلى بيان خسائر العالم إجمالا والعربي خصوصا البشرية والمادية ، وأوجع الوجع فيها كان أولئك الذين يعيشون على حافة الموت أو على حافة الحياة، ويحتاجون إلى رعاية لا تكاد تنقطع عنهم أبدا. لكنني سمعت من همس في أذني بوقار غامر لماذا لا يكون الحديث عن الجانب الديني؟ وكأنني به يعني أن السرعة قاتلة والتفحيط قاتل وقطع الإشارة قاتل أيضا، والتجاوز الخاطئ قاتل والقتل من الكبائر بل إن القتل العمد له حكم في سورة النساء تفزع له القلوب والشروع في القتل كبيرة. إن كان الأمر كذلك فكيف بمن يمارس هذه المخالفات وسواها وهي قاتلة أليس ذلك شروعا في جريمة قتل ينال صاحبها غضب الله تعالى كما نصت عليه الآية؟ ويقترف كبيرة من الكبائر ؟ ومعلوم ما ينتظر مرتكبي الكبائر من عقوبات ناهيك عن أن النتيجة في الدنيا هي ما نسمعه ونراه من كوارث وأحزان.