ليس غريبا أن ترسو بنا النتائج للساحل الأخير ببطولة (خليجي 20) المقامة حاليا في اليمن ، فقد سبق أن وصلنا لنهائيات كثر لم نوفق في حصدها لأسباب تطول ويطول ذكرها!! وما ينبغي التنبه له هو ضمان عدم استمرارها وتكرارها. أما وصولنا هذه المرة لنهائي الخليج فقد أتى وفقا لمستجدات كثر ، أهمها حلقة الانتقادات (الواقعية) التي غلفنا بها مشاركة المنتخب بغية إحداث تغيير في التوجه الذي كان عليه ، وبالتالي رأينا النقلة النوعية والكمية التي حدثت في خط سيره فيما بعد. رأينا كيف تغيرت طريقة التعامل مع الكرات وسد الفراغات وتعزيز نقاط القوة الإيجابية والإقلال من النواحي السلبية التي شلت حركة المنتخب في اللقاءات الماضية و (ربنا ستر) على منتخبنا فواصل الإبحار لما هو أبعد ، والحمد لله! وأما أمام الإمارات فقد رأينا منتخبا متماسكا يؤدي جميع أفراده بمستوى واحد من الكفاءة .. نقل الكرات وتوزيعها ، وفوق ذلك وجود الروح والرغبة لعمل شيء ، خصمنا المقبل .. (الأزيرق) المنتخب الكويتي ، الذي غابت شمسه كثيرا ولم يغب أكثر من ذلك ، فظهر بشكل أقوى وأصعب ، لا أحد بإمكانه إنكار حقيقة أن الكويت أكثر منتخبات الخليج التصاقا وارتباطا وانصهارا بالألقاب الخليجية بدليل حصد 9 كؤوس زرقاء بمقابل 3 خضراء. متغيرات عدة سيدخل بها منتخبنا والكويت اللقاء النهائي ، منها ارتفاع رتم استعداد الأشقاء الكويتيين الذين تجهزوا للبطولة بشكل جيد ، ولو من خلال التوليفة المثالية شكلا ومضمونا (عناصريا) عن السنوات الماضية كتركيبة تجمع بين عنصري الخبرة والشباب ، وأيضا الرغبة الجامحة في العودة لتسيد كرة الخليج (التخصص الدقيق) من جديد ، الأمر الذي يدرك الإخوان في الكويت مدى أهميته بالذات لإعادة صياغة النسيج الداخلي للكرة المحلية. أما بالنسبة لمنتخبنا ، الذي وصل لهذا الاستحقاق بتشكيلة شابة ملأها الطموح والحماس ، فأعتقد أن جرعات الثقة والدعم التي نحيطهم بها ليست كافية وحدها، بل سيحتاج الحال للكثير من استمرارية العمل المنهجي الاستراتيجي والتخطيط المتعاقب لزيادة تقوية جدران المنتخب المناعية وإيصاله لأبعد، قاريا وعالميا!! صدقوني .. عناصرنا واعدة ولديها الكثير وبإمكانها تغليب كفة منتخبنا على أي جهة مقابلة ولكن ... (لكن) لن يتم ذلك إذا استمررنا على ذات نهج التطبيل الوقتي والتهليل والتبجيل ، وبالتالي تعبئة الذهن الأخضر بفقاعات هوائية فارغة ومن ثم (الصحيان) على فاجعة عدم تحقيق شيء (لا قدر الله)!! الدعم والثقة صبغتان لوجيستيتان لتحقيق إنجازات مقبلة لكن .. (باعتدال) وبعقلانية ، لا يجب أن نسرف في مدح المنتخب كونه لعب (بعقل وروح وقلب) مؤخرا أمام الإمارات وأدى واجبا مفروضا عليه ، صحيح أن الأداء شهد (تغييرا للأفضل) ، ولكن الأفضل ألا يصل للاعبين أي إيحاء من ذلك ؛ كونهم لا يزالون في غمار بطولة لم تنته حتى الآن!! منتخبنا بحاجة لتعزيز جوانب العمل والأداء وحس المسؤولية أكثر من أي مبالغات قد ندفع ثمنها مستقبلا ، وكان الله بعون لاعبينا ومدربهم على (أسطوانة الأشقاء الكوايتة) التخديرية الذاهبة بالأفضلية لمنتخبنا ، و (على مين تلعبها يا لأزرق)؟!