اذكر نتائج اجتماع قبل ربع قرن دعا له مدير فندق قصر الباحة من اجل الاتفاق على صياغة عبارة لتكون جاذبا إعلانيا وإعلاميا عن جماليات الفندق , إذ اتفق المجتمعون على اختيار عبارة (الفندق الذي يعانق السحاب) لتصبح العبارة ملازمة في ملصقات ومنشورات الفندق لفترة من الزمن , وكانت العبارة صحيحة إلى حد كبير لأن موقع الفندق المميز على قمة الجبل يجعل السحب القادمة من ساحل البحر الأحمر تصطدم في الفندق في شكل بانورامي آسر, فضلاً عن إطلالتيه الجميلتين إحداهما على الانحدارات التهامية ومشروع طريق العقبة , والأخرى على مدينة الباحة , وكان الفندق وقتها المرفق السكني المميز لاستقبال كبار ضيوف المنطقة , لتأتي فيما بعد فكرة إنشاء مشروع مميز , وبأسلوب هندسي مغاير , على شكل قباب بيضاء , ولما انتهى المشروع أصبح يشبه إلى حد كبير النوارس البيضاء التي تحلق في فضاءات عالية , وغدا الموتيل علامة سياحية متفردة لمنطقة الباحة في الملصقات والمجلات وغيرها. ويمضي الزمن دون إضافة مرفق مميز يتناسب والتنامي العمراني والحضاري والسكاني لكافة مناطق المملكة , ومن بينها منطقة الباحة , إذ ما زالت إلى وقتنا الحاضر بفندقها الذي أجريت عليه بعض التحسينات مؤخرا, وقبابها المهملة إلى جانب عدد محدود من الفنادق التي تتفاوت مابين النجمة والثلاث نجمات , ورغم الاحتياج الفعلي لوجود فنادق بمعايير عالية في أرجاء منطقة الباحة إلا أن أحدا من رجال الأعمال المستثمرين في هذا القطاع لم يتقدم , وليس هنا وضوح عن الأسباب. هل المستثمر عازف عن إنشاء مشروع يحقق الربحية لمنطقة أخذت موقعا مميزا على خريطة السياحة؟ اقصد الربحية المشتركة للمستثمر والمنطقة , خصوصا وأنها أي منطقة الباحة أخذت تزداد نموا بوجود الجامعة التي حققت كثيرا من التوازن في الاستقرار السكاني. منطقة الباحة حاليا مؤهلة لأن يكون بها العديد من الفنادق ذات المستويات الخدمية العالية جدا لتتواءم مع المرحلة الراهنة , ولتخدم السياحة إذ أن أحد أهم مؤشرات نجاحها وجود مواقع سكنية بمواصفات عالية , نعود إلى(بيضة الديك) فندق الباحة هذا الفندق وموتيل الباحة استثمرتهما شركة بتشغيلهما , كنا نتمنى منها - أي الشركة المستثمرة- المبادرة في إنشاء فندق يحقق طموح المسؤلين في الباحة ويحقق الرضا للزوار والسياح وعشاق الطبيعة , ومبرر دعوة الشركة في إنشاء مشروع سكني سياحي كونها واحدة من الشركات التي لها باع في تنفيذ مشروعات سياحية في عدد من مناطق المملكة , أما في الباحة فقد أُعطي لها المرفقان لتشغيلهما , علما أنهما منشآن ولم تدق الشركة المُشغلة مسمارا واحدا , استلمته بعد تجهيزهما تماما , وليس من المنطقي الاكتفاء على التشغيل , فهذا في تصوري أمر ليس صعبا , بمقدور أية مؤسسة صغيرة إدارته خصوصا وان الربحية مضمونة. عموما نصل إلى نقطة ذات أهمية في كون الوقت حان لإنشاء فنادق 5 نجوم لأن السياحة أضحت الخيار الأهم لمنطقة كالباحة.