تتغير المراحل وتتبدل مناسباتها ويبقى الهلال مع الشباب عنصر الثبات الذي نتفق عليه حتى وإن اختلفت صور الانتماء ومشاهده . فالهلال قامة والشباب هرم ومن يرغب في معرفة المزيد ففي طيات التاريخ ما يكفي تأكيدا على أن هذا الثنائي بات هو الأميز والأفضل والأكثر قدرة على معانقة الفرح أي فرح طالما أن العقول هي التي تحرك الأقدام وليس العكس . اليوم هو يوم الشباب والليلة هي ليلة الهلال وما بين اليوم والليلة نحن هنا على امتداد الوطن واقفون موقف المترقب لمهمة نريدها (فرح) ونرغبها(بطولة) ونتطلع إليها وكأنها عربون صداقة مع تلك المنجزات التي لا تزال تخطب ود الرياضة السعودية وود نجوم هم الأكثر إمتاعا وإقناعا ومهارة . طار الشباب إلى أراضي الكوريين فطارت معه كل القلوب وتأهب الهلال هنا في الرياض فتأهبت كل المدرجات من أجل دعمه ومساندته وكيف لا يدعم فريق كهذا الذي دائما ما يتسيد المكان والزمان والمناسبة . الليلة نحلم مع الشبابيين في أن تكون الأراضي الكورية شاهدا على عصر هذا الفريق الكبير وبنتاج مثمر يدفع به إلى حيث النهاية كما نتطلع ونتمنى وندعو في أن يفرد لنا الهلال عضلات قوته كي يبقى كعادته ثابتا في مواقع الكبار لا يرضى ولا يرتضي إلا وأن تصبح القمة شعاره والبطولة عنوانه . نعم هي كرة قدم وفي كرة القدم كل الخيارات مفتوحة لكننا وبرغم ذلك واثقون بأن ممثلي الوطن قادمون وقادرون بإذن الله في أن يكسبوا في كوريا كما هم قادرون وعازمون في أن يكسبوا في الرياض، فالليث مع الزعيم يمتلكان فنيا ومهاريا كل المقومات التي من شأنها أن تحقق ذلك أقول: هما معا يمتلكان ذلك مع أن (ذلك) والارتهان إليه لا يكفي لحسم المهمة كون المهمة تحتاج إلى مضاعفة كل الجهود داخل الميدان لأن الميدان هو الفيصل . الهلال يملك كتيبة فنية رائعة والشباب يحمل قائمة مهارية متكاملة ومتى ما تجرد الهلال والشباب من الخوف أولاً فمن الطبيعي أن يصبحا هما الأقرب للوصول إلى حيث النهائي الحلم الذي نتمناه سعوديا . بالطبع قد أكون مبالغا لو قارنت ذوبهان فنيا بالفريق الكوري لكن ومهما اختلفت هذه الفوارق فالذي أدركه أن المهمة مهمة حسم وفي مهمات الحسم أو بالأحرى في مباريات خروج المغلوب الخيار الأهم هو التركيز والهدوء والحذر من الغلطة العابرة لأن الغلطة العابرة قد تنسف جهود موسم وليس مجهود مباراة وبالتالي فمن الأهمية بمكان أن يتعامل الشبابيون والهلاليون بنوع من الاحترافية في طريقة احتواء الخصمين الكوري والإيراني حتى يتمكنا من تحقيق النتاج المقنع في منازلة لا تحتمل أنصاف الحلول لكونها هي فقط من سيحدد اتجاهات اللقب . أخشى على الهلال من ( النحس) و( الحظ) العاثر الذي دائما ما يلازم مهاجميه أمام شباك الخصم، وأخاف على الشباب ليس من الشباب ولكن من أرضية ذاك المعلب الذي قد يشكل عبئا على مهارات لاعبيه وإن قلت التحكيم فالتحكيم الآسيوي الذي تناوب على تكرار الأخطاء هو من المعضلات الأساسية التي تأثرت بها الكرة السعودية مؤخرا ولا تزال على حالها مع صبح الدين وعبد الملك عبد البشير وغيرهم . عموما بالتوفيق لممثلي الكرة السعودية الليث وزعيم نصف الأرض متمنيا في أن أشاهد مدرجات ملعب الملك فهد وقد اكتظت بسبعين ألف مشجع لأن هذه هي اللوحة الجمالية الإبداعية المنتظرة وسلامتكم !!