عودتنا أمانة منطقة الرياض - بالتعاون مع الهيئة العليا لمدينة الرياض - أن تقابل سكان العاصمة ببرامج ترفيهية تمنح الفرح والسعادة والترويح النفسي للأهالي منذ سنوات عديدة من خلال احتفالات الرياض بعيد الفطر المبارك كل عام، وذلك لجذب سكان الرياض وتحفيزهم على البقاء في مدينتهم خلال فترة العيد دون أن يشعروا بأنهم في حاجة إلى المزيد من الترفيه، وكذلك إغراء زوار الرياض القادمين من المدن والمناطق المجاورة والاستمتاع ببرامجها، وذلك بتقديم فعاليات متنوعة ومتعددة يتم الإعداد لها بعناية وتخطيط منذ وقت مبكر، بواسطة لجان وفرق عمل ذات خبرة وتجربة ولديها المقدرة على الابتكار والإبداع والتنوع، واستلهام البرامج والفعاليات وفق رؤية تراعي تطلعات الناس وتواكب التطورات وتنسجم مع القيم والأعراف السائدة لدى مجتمعنا الإسلامي الذي يستمد ثقافته وعاداته وتقاليده من وحي الشريعة الإسلامية. هذه الاحتفالات فضلاً عن كونها تبرز المواهب والقدرات الإبداعية، وتعكس الوجه الثقافي والفني والمسرحي للموهوبين، وتجتذب مشاركات كبار المبدعين، فإنها في ذات الوقت تحيل عاصمة البلاد إلى مدينة من الفرح والمرح، وتنشر أجواء من البهجة والمسرة، تكتسي الرياض من خلالها حلة جميلة تتمثل في الزينات الملفتة للأنظار، وإضاءة الساحات بأشكال جمالية، وتزيين الجسور والشوارع، والميادين العامة، وتعكس صورة حضارية للعاصمة وتبرز مفاتنها وقدراتها السياحية وإمكانياتها في جذب السكان من مختلف الشرائح والفئات والأعمار، بطريقة تجعلهم يعيشون عيدين، عيد الفطر المبارك، وعيد مدينة الرياض بما يشتمل عليه من وسائل الجذب والترفيه. كل المدن تبتهج وتفرح، وتعبر عن مشاعرها في مثل هذه المناسبات السعيدة، وتحتضن سكانها وزوارها بدفء الأحضان وحنان الأمومة، لكن احتفالات الرياض وأفراح أهلها كانت من نوع خاص، وعلى نمط حديث، وبأسلوب متميز، وطراز فريد، يتسم بروح التجديد والمواكبة ومراعاة الثوابت والمتغيرات، والحرص على تلبية مختلف الرغبات، واستحداث الفعاليات واستجلاب كل ما يمكن أن يضيف نوعاً من الفرح والترفيه، ويصنع البهجة في نفوس الصغار والكبار والشباب والنساء كل وفق البرامج المعدة له. لقد دخلت المسرحيات كعنصر مهم من عناصر الترفيه وصناعة الفرح ضمن فعاليات عيد الرياض منذ عدة سنوات، طيلة هذه الفترة ظلت تتطور ويتنامى إسهامها في جذب سكان الرياض وزوارها لمتابعة هذه الفعاليات، وفي كل عام تشتمل المسرحيات على عنصر جديد يعزز دورها الترفيهي، وفي احتفالات هذا العام كان الحضور المسرحي قوياً وفاعلاً، خصوصاً أنه كانت هناك مسرحيات للأطفال وأخرى للشباب والكبار ومسرحيات نسائية وروعي في كل ذلك الخصوصية لهذا المجتمع والتقاليد والعادات والجوانب الشرعية التي يشكل الحفاظ عليها أهم الثوابت في بلادنا المباركة، بذلك لعبت المسرحيات بتنوعها وتعددها وتعدد مواقعها دوراً مهماً في جعل الرياض قادرة على الجذب والترفيه وتقديم الفرح بشكل أكثر تطوراً من السنوات الماضية. هذا العمل الكبير الذي تقوده أمانة منطقة الرياض، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، يقف وراءه تخطيط دقيق، ورؤية عميقة، وأفق واسع، ونظرة ثاقبة، يقودها سمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض، بإشراف وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وتنفذها جهات عديدة على رأسها الإدارات التابعة للامارة، منها الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية، والإدارة العامة للتشغيل والصيانة، وتسهم فيها إدارات حكومية كثيرة، منها شرطة منطقة الرياض، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدوريات الأمنية، والإدارة العامة للمرور، ووزارة الثقافة والإعلام، وغيرها من الجهات المشاركة والراعية، التي تضافرت جميعاً في صناعة الفرح في عيد الرياض. واتسمت احتفالات الرياض بعيد الفطر هذا العام - كما هي في الأعوام السابقة - بدقة التنظيم، والانضباط، وجودة الأداء، وتوزيع الفعاليات بطريقة تراعي الكثافة السكانية وسهولة الوصول لكل موقع، وكذلك خلوها من المشكلات فضلاً عن كثرة الأنشطة وتنوعها وشمولها لكافة الفئات والشرائح الاجتماعية، نسأل الله أن يعيد هذه المناسبة الطيبة على بلادنا والمسلمين أجمعين أعواماً عديدة وأزمنة مديدة والجميع يرفلون في ثياب العافية والهناء.