وتواصلا مع ما تم طرحه في الأسابيع الثلاثة الماضية أتناول اليوم هنا جانب الخصوصية او ما قد يميز منطقة الباحة والذي غالبا ما يتم رصده من خلال التراث وموروث المنطقة والذي لم تفلح كل من جمعية الثقافة بالباحة ولا النادي الأدبي في ترجمته من خلال التأصيل والتوثيق والتي نادينا بها مرارا وتكرارا .. وبما أن الحديث عن الباحة أرى بالمناسبة التطرق إلى هذا الجانب المهم والذي اهتمت به سائر مناطق المملكة وهو التراث أدوات وفكر وهي جسر التواصل بين الأجيال،وقد أعجبتني فكرة الشيخ / محمد بن مصبح الشيخ / الفاعل والمتفاعل / وذلك من خلال نجاحه في إنجاز مشروعه العملاق ( المتحف ) والذي سبق وأن تناولت الحديث عنه قبل سنوات والشيخ محمد غني عن التعريف وغني عن المديح فهو ولله الحمد اشهر من علم في رأسه نار وأكبر من أن تفيه الكلمات حقه سيما وأنه رجل شهم اصيل كريم يقدم نفسه وماله دوما عنوانا للشهامة والنخوة خصوصا إذا كان ذلك يخدم مجتمعه الباحة بصفة خاصه ووطنه الكبير عامة حيث إن المتحف يجمع الكثير من ادوات تراثية تهم الوطن باسره و لن اسبر هنا أغوار تضحياته ومنجزاته بقدر ما أجدني متوقفا عند منجزه الذي لاشك أنه ليس الأوحد لكنه يفوق كل منجزات الباحة حتى تاريخه في مجال التوثيق ولو في حدود التراث الوطني .. الباحة إلى تاريخة ولأسباب التي شرحتها أعلاه .. تكاد تكون من اقل المناطق توثيقا ومن اكثرها بعدا عن وسائل الإعلام .. وسحاريات وخزن وشنط الأجداد مليئة بالوثائق التي لم يكتب لها أن ترى النور . إما لجهل بقيمتها أو لعدم وجود الجهة التي تحافظ عليها وتستفيد منها وبذلك نكون قد أسهمنا بضياع تسجيل حقبة كبيرة من تاريخ المنطقة ومتحف / الشيخ محمد بن مصبح / يعتبر باكورة جيدة حيث يقول من كتب له شرف زيارته بأنه يعد مرجعا تراثيا خصبا تمتليء جنباته بالصيد الثمين من الموروثات وهذا مادفع بي فيما مضى إلى مناشدة / الشيخ محمد .. بأن يفكر جيدا بإيجاد آلية تمكنه من جمع من تكتنفه ( خزن و شنط الأجداد ) من إرث تراثي ومعرفي وذلك من خلال وضع نظام آمانات يتكفل من خلاله ( متحف بن مصبح ) بإستلام ممتلكات المواطنين التراثية وتأصيها وتوثيقها كأمانات سواء لمدد مفتوحة أو محددة ليتيح بذلك للمتابعين الإطلاع والتوثيق وسواء كان ذلك يخص المنطقة أو ماكان يستخدمه الأهالي أو ما لها علاقة بتاريخ المملكة فكثيرا من بيوتنا تحتضن كما أسلفت العشرات بل المئات بل الآلاف من الوثائق والمراجع و الآدوات التي لاشك أنها ستثري المتحف والساحة التراثية خصوصا أن ابو طلال يحظى بثقة الجميع سيما وأنه قد أبدا تحمسا منقطع النظير وخبرة ودراية بهذا الخصوص نالت إستحسان الجميع .. كما ارى أن على امارة منطقة الباحة وعلى سدتها اليوم صاحب السمو الملكي الآمير / مشاري بن سعود الحريص دوما على التوثيق أن تتبنى مثل هذه المتاحف وتقدم له التسهيلات من اراضي ومعونات مالية ومعنوية حتى تستطيع أن تخرج من السحاريات والمنازل كل غالي وثمين كان مكنون ونسهم بذلك في خدمة هذا الفن بصورة أكثر دراية ومعرفة.. ومن جوانب القصور التي تحتاج إلى مراجعة وتطوير في منطقة الباحة ، المحاكم الشرعية إذا لاتفي بمتطلبات الأهالي فمعظم أملاك المواطنين بدون صكوك شرعية للتعقيدات التي تمر بها الإجراءات ثم قلة القضاة وكثرة الإجازات خصوصا في فصل الصيف الذي يتضاعف فيه تواجد الأهالي من كافة مناطق المملكة اربعة أضعاف بقية العام هذا والحديث موصول بإذن الله