قنابل موقوتة (2-3) تحدّثتُ في مقالتي السابقة عن أمرين مهمّين، وإن صح التعبير فهما (قنبلتان موقوتتان)، الأولى: الجرائم الواقعة في مجتمعنا، والأخرى: (الموج الهائج الذي يجتاح بلادنا من كثرة الوافدين دون حاجة تُذكر، وهو أكبر من “سنامي أمريكا واليابان” أخوف ما أخاف منه أنه سيقضي على أخلاق وتربية شباب هذه الأمة، وأخاف أن يسلكوا طرقًا غير شرعية، ليسدوا رمق جوعهم بأي وسيلة كانت، ويُحدثوا ما لا تُحمد عقباه، بعدها ستحدث مشكلات لا حصر لها، ولن يستطيع أحد محاسبتهم، لأن مَن *** ليسد جوعه -الله العالم- لا إثم عليه، والدليل: “رواية تقول *** رجل في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فأحضروه ليقيموا عليه الحد بقطع يده، فقال له عمر: لماذا سرقت؟ قال: من الجوع. فقال -رضي الله عنه-: ألا تعمل؟ قال الرجل لم أجد عملاً. فقام عمر الفاروق، وفك وثاقه، وقال: مكّنوه من عمل أولاً، فإذا *** بعدها فاقطعوا يده”.. أعود وأقول: لربما لم أوفِ هاتين القنبلتين حقّهما في الإيضاح، لكن كما يُقال (اللبيبُ بالإشارةِ يفهمُ)، وأنا وغيري من أبناء جلدتي ننتظر من أصحاب القرار مَن يستطيع تعليق الجرس.. ** القنبلة الموقوتة الثالثة هي: (التستر)، وهي آفة تنخر جسد مجتمعنا، وربما تكون أخطر ممّا سبق، فبعض ممّن يحملون بطاقة الوطنية السعودية لا يعرفون معنى الوطنية، إلاّ بالشعارات التي ترفرف، ويضمرون غير ما يظهرون، والأدلة كثيرة، أُورد غيضًا من فيض منها: - لو مر أحد منا على أغلب الأسواق، هل يجد سعوديًّا واحدًا يعمل بها، أم أن الجميع من الوافدين؟ ولو تعمّقت في القائمين على العمل، واستلطفوا حديثك، وسألتهم عن صاحب المحل، (بشرط أن تزيل عنك الزي السعودي، وتلبس زيًّا خارجيًّا، وتتحدث بلهجة غير سعودية)؛ ستكتشف بأن صاحب هذا المحل هو (مجموعة من الوافدين) اجتمعوا مع بعض، وبحثوا عن سعودي يسجّل المحل باسمه، مقابل مبلغ معلوم، إمّا شهريًّا أو سنويًّا، وهم يجنون الثمار، ويتحكمون في الأسعار، ولا علاقة لصاحبنا السعودي بشيء! بل إن الحال وصل إلى الدور، فأغلب العمائر التي نراها ملاّكها الحقيقيون هم من الوافدين، وهم من رفع الإيجارات (ربنا يستر).. ** القنبلة الرابعة الموقوتة هي: تفشى في مجتمعنا -وخاصة المدن الكبيرة، مثل (جدة، ومكةالمكرمة، والمدينة المنورة)- تجوال النساء ليل نهار، أغلبهن من صاحبات البشرة السوداء، واضعات الحجاب، أو البرقع على وجوههن، أو بدون، ويحملن معهن ما يحملن، يطفن الشوارع، ويطرقن الأبواب، دون رادع، ودون مخبر، راودتني عدة أسئلة طرحتها على نفسي: كيف استطاع أولئك النسوة الدخول إلى هذا البلد؟ مَن أحضرهنّ؟ ومَن أسكنهنّ؟ وأين ذووهنّ؟ لماذا يتجوّلن؟ ماذا يحملن تحت عباءاتهنّ؟ وأين الجهات المختصة عنهن؟ وأين...؟ وأين....؟ وأين...؟ وقفة: أقدّم شكري لكل مَن اتّصل، أو أرسل فاكسًا أو إيميلاً، وأخص بالشكر ذلك الرجل الذي أرسل فاكسًا من مكة يُدمي القلب.. وسامحووووونا.. وللحديث بقية..