البابُ لا زال مقفل ، بضعة أيام فقط وسيأتي بدون استئذان .. جمعُ غفير يتهيأ لاستقباله .. .. وأنا أنظر من خلال نافذتي إلى تلك النجوم في السماء .. في وقت السحر .. تضيء تارة وتخبو تارة .. ومع تأملي في جمالها .. ( سبحان الخالق ) ، كيف لا تسقط ؟! قدرة قادر عظيم .. ترى نفسك صغيراً أمام عظمته في صنعه .. يلوح في فكري بعض الأسئلة .. ! وإن كانت لا قيمة لها إلا أنها توصلك بفكرك إلى حل لما يدور داخلك من علامات استفهام .. ! حتى تصل القناعة إلى أعماقك .. ! فضول الصغار يزعجك أحياناً ، إلا أنه يلفت انتباهك لما لم تنتبه إليه ربما ولم يخطر على بالك .. ! حتى وإن نهرتهم عن السؤال ، فلا يزال فكرهم ممتلئ بالأسئلة التي يبحثون لإجابات عنها .. هم الآن فقط من يحدد اختيارهم ل ( الحلوى ) .. ويعبثون في ( طبقها ) حتى يصلوا لمبتغاهم ، وما يرضي النكهة المفضلة لديهم .. وإن لم يجدوا ما يرضي رغبتهم تركوا الطبق كما هو .. ! قد كانت تتأمل كثيراً غلاف أي ( حلوى ) تكن بين يديها .. ! قراءة ً .. ولوناً .. ورسماً عليها .. وشكلاً ! حتى تعطي نفسها الإجابة المحددة التي تريد الوصول إليها .. ! هكذا نحن حتى بعدما كبرنا .. نسأل أنفسنا حول أشياء تمر من أمامنا .. إن منعنا مانع من السؤال .. ! ونعطيها الإجابة حتى وإن كانت في غير محلها .. ! وقد نجور في بعض الأحيان .. لكن عندما يتلاشى الضوء الأسود من أمام أعيننا .. ! نشعر بالندم .. هكذا هو الحال مع ( فجر ) العيد الذي يختلف عن باقي أي فجر مرّ بك .. فتتساءل لماذا يختلف ؟! أهو الهواء الذي يتجدد كل فجر وتشعر أنه نقي 100 % ؟ نقي .. ؟ هذا ما أتوقعه .. ! إلا أنه في ( فجر ) العيد له شعوراً آخر يجثم على صدرك لتشعر به .. انه أنقى وأبهى .. ! وكأنك ترى الحياة أول وهلة .. أو أنك بها لأول مرة .. ! أم لبسك للجديد .. ؟ ! فقد أصبح لبس الجديد عادة على مدار العام .. !! حتى أصبحنا نبحث عن الغريب ليكون جديداً .. ! بل لنقنع أنفسنا أنه جديد .. ! أم لأنه بعد شهر الصيام ؟ فلمدة شهر كامل .. ( صائم ) .. لتفطر في صباح العيد ، وتشعر بغربة تأخذك من حالة الصيام إلى حالة الفِطر .. ! وكأن شمس ضحى العيد لم ترها قط .. بالكاد ترفع عينيك لترى الأشياء من حولك .. ! هناك من يتملكه الشوق لأيام رمضان .. قد يجد في نفسه بعض الحسرة أنه قصّر .. فيختلط فرح تلك الأيام بحزن إلا أنه لا يُطفئ ( فرحة العيد ) .. ! قد نسعى جاهدين لأن نصنع المزيد من ( الحلوى ) أو شراء العديد منها لنزين بها ( مائدة العيد ) عند ( المعايدة ) .. إلا أن الأنفس أحياناً هي من ( لا ) تتغير .. ومهما جمل الإنسان ظاهره .. يبقى باطنه كما عهدناه .. ولا نستطيع أن نصنع أنفساً جديدة ونقية كل عيد .. ! ( حلوى ) العيد لها طعم آخر .. حتى وإن كنت معتاد أيضاً أن تكون بالقرب منك في أيامك الأخرى .. كما أن عيد القرية له نكهة جميلة غير التي تحويها المدينة والتي تشعر أحياناً أنك لست في يوم ( عيد ) .. ! كما هي أيضاً النفس الطاهرة التي لا تتغير .. ينعكس ما تحويه على ملامحها .. كل ( عيد ) هي كذلك .. فدامت لنا العيد وحلواه .. فأتيتَ يا عيد ب ( كل خير ) .. وكنت لكل مسلمٍ فرحة ..