لا يخلو مجلس من مجالس ( الرجال ) و ( النساء ) من نقل للأحاديث على لسان ( فلان ) ، مع الحرص على الزيادة في ( النقل ) .. ! حتى يأتي الحديث على ما يروق ل ( عقل ) الناقل ، وكيفما يريد أن يرى ردت فعل الشخص ( المستمع ) . ترى البعض من ( الصنفين ) لديه حرص شديد لإيجاد الفتنة بين الناس ، والفتنة تلعب بدورها في غليان النفوس و إثارة ( الحقد ) حتى يكن عند التقاء الطرفين ( نفرة ) لا تخمد أبداً حتى تفي بغرض ( الوشاية ) الموصلة . فالنمام شخص ممارس ( أول ) ومتمكن لمهنته التي ( تُبرّد ) صدره باشتعال المعركة النفسية وتحقق مآرب عدة حتى تقطع الابن عن ( أبيه ) والأخ عن ( أخيه ) ، والقريب عن ( قريبه ) والصديق عن ( صديقه ) ، والمرؤوس عن ( رئيسه ) . وإن كان خلق بعض ( النمامين ) لا يتغير إلا أن الذي يثير الدهشة هو من يستمع ل ( النمام ) ويصغي أذنيه لما يقص من ( أحاديث ) يأتي بها في قوالب ( تخييلية ) ضخمة تكاد تتخلق واقعاً مشاهداً أمامه عن الشخص ( الغافل ) عما يحدث .. ! فلابد أن يستفز الكلام المنقول ( السامع ) حتى يصب جل غضبه على المفترى ( عليه ) وتبدأ مرحلة ( النقل ) الثانية للطرف الآخر وهكذا حقق ( النمام ) كل فرصه ليظهر نفسه الشخص المسالم المحب للخير .. ! كثيراً ما يصادفنا في حياتنا اليومية من يتصف بهذه الصفات ( المذمومة ) ، وتكتشف أن من يأتي ويثني عليك ليوصلك إلى ( السماء ) ويذم غيرك قد يكون فعل هذا مع من ذمه ( أمامك ) .. ! حقيقة لا يمكن إنكارها .. فالنميمة تفسد التواصل ، وتهدم البيوت ، وذنب نهى عنه الدين الإسلامي ، تجلب الفتنة وربما وصلت إلى فقد الأرواح لأجل كلمات قُصد بها بذر الشر بين المتواصلين الهانئين ، وعلى الشخص السوي ألا يأخذ كل ما يُقال له ، أو يصدق كل ما يتردد على الألسنة ، وصدق من قال ( من نمّ إليك .. نمّ عنك ) .