"أخي خالد: أنت أخي الذي لم تلده أمي، عشنا طفولتنا معاً وفرقتنا الكرة والجامعة، لكن قلوبنا عند بعضها، وإحساسنا الأخوي متغلغل في نفوسنا حتى لو كنا بعيداً عن بعضنا، وشهادتي فيك مجروحة، لكن الواقع يبرهن ويؤكد أن الله تعالى حباك جميل الصفات وفاءً ونبلاً ومودة وكرماً وتواصلاً ثرياً مع الناس، مع التواضع الجم المزدان بحسن الخلق. وأنت يا أبا فيصل رياضي من الطراز الرفيع، جمعت الخبرة الرياضية لاعباً مميزاً في وسط الميدان، وتتمتع بفكر رياضي متطور ومتجدد دائماً، متوجاً كل ذلك ببعد النظر المستشرف للمستقبل، ولا أدل على ذلك من عملك الدؤوب البعيد عن الأضواء في بناء أكاديمية رياضية كروية راقية لتخريج أجيال واعدة لخدمة النادي الأهلي والكرة السعودية. دمت لمحبيك ولعارفي فضلك في ظل الرعاية الكريمة لوالدنا سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأدام عزه. أخوكم ومحبكم / طلال بن منصور بن عبدالعزيز" تلك كانت "وثيقة حب" حفظها التاريخ لطلال وخالد، منذ أيام الطفولة، واستمرت حتى وقتنا الحاضر، لتخرج في هذا الوقت، حيث أراد بها الأمير طلال بن منصور باني أمجاد نادي الاتحاد، شقيق الأهلي أن تكون رسالة لكل الوسط الرياضي على أن الرياضة وسيلة للتقارب والحب، وإن اختلفت الميول. ما أجملها من مشاعر أخوية صادقة، تتجلى كل معانيها في تلك العبارة التي تقول "أنت أخي الذي لم تلده أمي"، وهنا يصل الحب بين الاثنين "ولدي العم" إلى أعلى مراتبه، تزيده صداقة مميزة يشهد بها كل من عرف الأميرين، بل إنهما يلتقيان في كثير من الصفات الجميلة التي ظلت مرتبطة بهما منذ سن الطفولة والصبا، وحتى الآن. ومع أن الكرة كما يقول الأمير طلال في رسالته فرقت بينهما، إلاّ أنني أختلف معك أيها الأمير الجميل، فالكرة وإن فرقتكما بأن ذهب كل منكما إلى عشقه، فأنت ذهبت للاتحاد، وخالد ذهب للأهلي، ولكنكما التقيتما في رؤية واحدة، وهدف واحد عنوانه أن الرياضة "تجمّع" ولا تفرق إذا كان من ينتسب إليها يحمل فكركما ونظرتكما، وحبكما، وأخلاقكما الرياضية. لقد جاءت هذه الرسالة التي نشرتها عكاظ في عددها أمس، لتؤكد على أن الرياضة هي وسيلة لبناء العلاقات الإنسانية، وتكوين الصداقات، وطريق من طرق التعارف بين الناس، وإرساء لمبادئ الاحترام المتبادل بين الرياضيين، لا كما يحدث في وسطنا الرياضي في وقتنا الحاضر من مطاحنات وملاسنات بين منسوبي النادي الواحد، فضلاً عما يحدث بين الأندية بعضها بعضا. تلك كانت علاقة الأهلي بالاتحاد، في زمن كانت فيه الزيارات بين الناديين لا تنقطع، وكان الاحترام والود قائما بينهما، وعلى رغم ذلك كان التنافس قوياً، ولكنه كان ينتهي بقبلات وتهان من الفريق الخاسر للفريق الفائز، وأمنيات ودعوات بالتوفيق من الفريق الفائز للخاسر. ذلك لأن الكبيرين فكراً وخلقاً خالد وطلال، كانا على رأس الهرم في الناديين، يجسدان روح الرياضة الحقيقية، ويصنعان للأجيال المتلاحقة مفهوم التنافس الرياضي الذي يتعدى لحظة الفوز والخسارة، ليصل إلى وجه الرياضة الحقيقي القائم على احترام المنافس، فريقاً وإدارة وجمهوراً. وفي واحدة من عباراته ا للافتة للقارئ الكريم يخاطب الأمير طلال أخاه الأمير خالد "لكن الواقع يبرهن ويؤكد أن الله تعالى حباك جميل الصفات، وفاءً ونبلاً ومودة وكرماً وتواصلاً ثرياً مع الناس، مع التواضع الجم المزدان بحسن الخلق". هذا هو خالد بن عبدالله كما يراه ابن عمه وصديقه الأمير طلال بن منصور، وهي صفات نراها ونلمسها في الأمير خالد، وهناك من الصفات ما لا يحب أبو فيصل أن يراها ويعرفها الناس، ولكننا نسمع عن مواقفه ونبله كثيرا وكثيرا، وهذه عطايا وهبات من الله يختص بها بعض عباده. وإذا كان الأمير خالد قد قبل بالتكريم، فهذا قليل في حق أمير التكريم، الكريم ابن الكريم.