هذا المشهد الذي تابعه الوسط الرياضي، والوسط الأهلاوي خصوصاً، وانتهى بتوقيع كامل الموسى "مطلب كل الأندية" للأهلي، يؤكد حالتين هامتين، وهما: الأولى، أنها تدحض وتنفي "تصغير الأهلي" عند بعض كتابه وجمهوره، ووصفهم له بأنه ناد غير مقتدر مالياً، وأن ليس باستطاعته الدخول في صفقات تزيد على مليونين، أو ثلاثة. أما الثانية، فهي أن الأهلي بوجود رمزه الكبير الأمير خالد بن عبدالله لن يتأخر، ولن يتردد في الدخول في أي صفقة مهما كلف الأمر، إذا ما رأى الأمير الخبير أنها ستخدم الأهلي. ذلك كله يحدث في الأهلي منذ منتصف 2002، وقت عودة الأمير خالد بن عبدالله للأهلي، فكانت البداية فوز الفريق الأول ببطولة الأندية الخليجية، ثم الفوز عام 2003 بكأس بطولة الأندية العربية. في تاريخ الأهلي الحديث، لم تكن المادة عقبة الأهلي الكبرى، ولم يكن اللاعب ال"سوبر ستار" غير موجود في الأهلي، والدليل وجود لاعبين بمواصفات مالك معاذ، وتيسير الجاسم، ووليد عبدربه، وحمود عباس، وحسن الراهب، ومنصور الحربي، ومحمد مسعد، وغيرهم. إذاً، كم من المال يحتاج هؤلاء ليجددوا عقودهم، وبكم مليون حضروا للأهلي، ومن كان خلف كل هذه التعاقدات، ومن يصرف على النادي، ومن يتحمل نفقاته؟ أسئلة كثيرة، لكن الإجابة عليها معروفة وواضحة.. إنه خالد بن عبدالله. أعود إلى تعاقدات أبرمها الأهلي، وكان خلفها الأمير خالد بن عبدالله، ومازالت حاضرة في ذاكرة جمهور النادي، فهل يمكن أن ينسى المتابع كيم وروجيرو، وبركات وبوشعيب، والبرازيلي كايو، وأسماء أخرى لا تحضرني الآن. تلك كانت اختيارات الأمير الخبير، وقد عملت الفارق، وحقق الفريق كثيراً من البطولات في وجودهم، كونهم جاءوا من خلال نظرة خبير رياضي، وصفه الذين شاهدوه بأنه كان من أفضل لاعبي الوسط الذين كانوا يسلمون الكرة بأناقة لزملائهم. هذا هو الأمير خالد بن عبدالله، المشجع، واللاعب، والرئيس، وعضو الشرف، ورئيس هيئة أعضاء الشرف، ورئيس مجلس أمناء أكاديمية النادي الأهلي، وهو "كنز الأهلي" قيمة وقامة، ورؤية، وفكراً، قبل أن يكون كنزه المالي. إنه "الرجل الهادئ"، الذي يرسم وينتج ويخرج الصفقات المدوية، كما يرسم مستقبل الأهلي، وقد اعتاد على ألا يتحدث كثيراً، لكنه عودنا على أن يكون كبيراً في كل شيء، حتى في صمته، فهو لغة الكبار من الرجال، فالصمت أبلغ حديث، وهذا ما يفعله خالد بن عبدالله. يمكن القول الآن، بل والتأكيد، على أن الأهلي في الموسم المقبل، سيكون واحداً من فرسان البطولات، وأولها بطولة الدوري، وذلك يتضح من كون الأمير خالد، هو من يرسم "طريق العودة" لقلعة البطولات، والتي بدأت قبل أن ينتهي الموسم الحالي. على جمهور الأهلي أن يطمئن لمستقبل فريقه، فالقادم أجمل، ومعاناة الماضي أقفلت أبوابها، وتم فتح صفحات التفاؤل، والعمل الجاد، لمستقبل يعود فيه البطل الذي طال غيابه عن ملامسة درع الدوري، ولكنه لم يغب عن الحضور، وصعود المنصات. وعلى ذاكرة الماضي الجميل، يأتي ناشئو النادي الأهلي، بعد خمس سنوات فقط من إنشاء الأكاديمية، ليعلنوا أن فكر الأمير خالد، وغرسه، أثمر بطولة للدوري، وأن الفريق البطل، كان عالي الجودة، فهنيئاً للأهلي ومحبيه بإنتاج أكاديميتهم. وإذا كان الأهلي فتح ملفات الموسم المقبل، فإن الهلال والاتحاد استطاعا أن يبرهنا على أنهما قطبا الكرة السعودية في المواسم الأخيرة، وأنهما الأجدر بالوصول للمباراة الختامية لكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. إنه "نهائي الكبار"، و"تحدي النجوم"، وقد كتبت في هذه المساحة في الأسبوع الماضي عن النجم الاتحادي، سعود كريري، ومنحته صوتي كأفضل لاعب في هذا الموسم، وقد أكد على رأيي بهدف وأداء كبير في لقاء الإياب أمام الشباب.