برزت في السنوات الأخيرة زيادة انتشار الأعمال الخيرية من الميسورين من أبناء الوطن الذين يحرصون على المشاركة في مشاريع تنعكس أثارها على المجتمع وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، انطلاقا من حبهم للخير ووفاء لمجتمعهم وأبناء وطنهم. والعمل التطوعي والصدقة الجارية تقليدا إسلاميا عريقا تجسد في الأوقاف والهبات والمساعدات الفورية. وفي منطقة الباحة بالذات تجسدت الأعمال الخيرية في الماضي في الأوقاف من الممتلكات الزراعية ومن الموسف أن شح المياه قضى على المحاصيل الزراعية وأصبحت تلك الأوقاف شبه مجمده وعديمة الفائدة. وأدارة الأوقاف تفضلت مشكورة بحصر تلك الأوقاف ولكنها لم تتخذ قراراً واضحا لتفعيل تلك الأوقاف أم بنقل ملكيتها مقابل مبلغ مادي ينتفع به لصالح الفقراء والمحتاجين أو تجميعها وإقامة مشروع خيري يحقق مقاصد الوقف وفتح المجال لكل من يرغب في المشاركة لصالح المشروع. ومجال العمل الخير واسع والمحسين كثر والحمد لله والمنة وفي المرحلة الراهنة بدا التوجه لعمل مؤسساتي من اجل الاستمرارية وقد شاهدنا جمعية المعاقين وغيرها من الجمعيات الهادفة تحقق خطوات مميزة تشكر عليها. ولم تعد التبرعات الكبيرة محصورة على المناطق المعتادة ، حيث شاهدنا في الأسبوع الماضي وضع حجر الأساس لأكبر مشرع خيري في منطقة الباحة تكفل بإنشائه وتجهيزه الشيخ على بن إبراهيم ألمجدوعي وأولاده وهذا ليس بغريب على هذه الاسره الكريمة التي تعمل بصمت في هذا المجال هدفها المشاركة الخيرية بما يخفف المعاناة عن المحتاجين جعله الله في ميزان حسناتهم وكتب لهم الأجر والثواب. وفي الماضي كان التركيز على بناء المساجد ودعم الجمعيات الخيرية ولكن هذا المشروع موجه لخدمة أصحاب الاحتياجات الخاصة في منطقة الباحة وهو مشروع غير مسبوق من حيث حجم التبرع ونوعية المشروع حيث أنه الأول من نوعه وسيخفف على ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعيشون في منطقة الباحة معاناة الانتقال للمدن التي تتوفر فيها تلك الخدمات ويقلل من الضغط على المراكز الصحية في المنطقة. وقد قام بوضع حجر الأساس للمشروع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود الذي تبرع للمشروع بملين ريال أيضا بحضور صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وسعادة الشيخ على ألمجدوعي الذي أقام حفل بهذه المناسبة في موقع المشروع الذي تبلغ مساحته عشرة آلاف متر مربع خصصتها أمانة بلدية الباحة لهذا الغرض. والأمل كبير في أن تشهد المرحلة القادمة مزيدا من الدعم لأعمال الخير الموجهه لذوي الاحتياجات الخاصة. ونأمل من الجهات المسؤولية عن الأوقاف وضع خطة عملية لحصرها وتفعيل عملها بما يعود بالنفع على المحتاجين تفعيلا للمقاصد الأساسية من تلك الأوقاف. شكر الله لأهل الخير فضلهم ووسع في أرزاقهم وكتب لنا ولهم الأجر والثواب.