هذه النوعية من الحكام الأجانب الذين تستعين بهم أمانة اتحاد الكرة في المباريات الهامة والحساسة في المسابقات السعودية، ليسوا أفضل حالاً من بعض الحكام المحليين، ويمكن وصفهم بالسيئين.. والفكرة أساساً من الاستعانة بالحكم الأجنبي، ليست متعلقة بمستوى الحكم السعودي، فهذا الأخير ناجح خارجياً، واثق من نفسه، فيما نراه محلياً، متردد، فاقد للثقة في قراراته، وأخطاؤه فادحة وغير مبررة، لكن الواقع أننا عندما فكرنا وقررنا الاستعانة بالحكم غير السعودي، ذهبنا إلى اتحادات دول موجودة في أوروبا، فيما واقعها على مستوى كرة القدم أقل بكثير من بعض الدول العربية. ومع أن اتحاد كرة القدم سبق له أن وقع اتفاقيات مع الدول الأوروبية المتقدمة، ومنها إنجلترا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، إلاّ أننا لم نر إلاّ حكاماً من اليونان، ورومانيا، ودول شرق أوروبا. هؤلاء الحكام الذين جاؤوا إلينا، وأداروا بعض المباريات، لم يغيروا صورة التحكيم، ولم يحلوا المشكلة التي من أجلها حضروا، فأخطاؤهم كبيرة، وقرارات بعضهم ليس لها علاقة بتحكيم مباريات كرة القدم. كم من المباريات التي أدارها حكام هذه الدول، وكم هو عدد الأخطاء، أو الكوارث التي وقعوا فيها، وأدت في الكثير منها إلى خسارة فريق، وضياع حقوق آخر، ومحاولة إقصاء فريق يستحق التأهل. لن أتحدث عن مباريات سابقة، لكني سأعيدكم إلى مباراة الشباب والأهلي الأخيرة في نصف نهائي كأس ولي العهد، وعليكم أن تحسبوا جملة الأخطاء التي وقع فيها حكم المباراة الروماني. لقد كان هذا الحكم ومساعدوه أقرب إلى أي مجال آخر، إلاّ أن يكونوا حكاماً دوليين فقد كادوا يقضون على الأهلي. ربما يقول البعض إن مدرب الأهلي أخطأ، وكاد يخرج فريقه بعجرفته وعنجهيته، عندما سحب أفضل لاعبيه وهو مالك معاذ، ليساهم في إراحة الدفاع الشبابي، ويعرض فريقه لضغط متواصل. تلك حقيقة لا نعلم أسبابها ودوافعها، وليس من حقنا أن نحاسب عليها مدرب الفريق، والوحيد الذي يملك حق مناقشته هو الإدارة المشرفة على الفريق، وهي مطالبة باستيضاح الأمر، لأن مالك ليس لاعباً عادياً. إنما الحقيقة الأهم أن حكم المباراة استطاع وبجدارة أن يقضي على حماس وروح لاعبي الأهلي بمنح ثلاثة من لاعبيه بطاقات صفراوات، غير آبه بحساسية اللقاء، وأهمية النهائي للمتأهل. تأهل الأهلي للمباراة النهائية، وهو جدير بالتأهل، ولكنه خسر خدمات ثلاثة من أبرز لاعبيه، وهم تيسير الجاسم والعماني أحمد مبارك \" كانو \"، والمدافع التونسي سيف غزال. ولم تتوقف أخطاء هذا الحكم عند حرمان الأهلي من هذا الثلاثي في مباراة نهائية أمام خصم عنيد وكبير، لكنه أغفل احتساب ضربتي جزاء صحيحتين أقرهما خبراء التحكيم ، بتصرف لا يفعله حكم مبتدئ. دعونا نطو تلك الصفحة، ونترقب ونتوقع واقع النهائي مع الصافرة الأجنبية، فهذا الحدث الرياضي الهام، يجب ألاّ يكون حكامه من خارج الدول الثلاث \"إنجلترا، فرنسا، إيطاليا\". فإذا كنا نبحث عن نجاح كبير لمهرجان كروي ينتظره الجميع، ويجمع فريقين كبيرين، فمن حقنا كرياضيين، ومن حق الناديين على اتحاد الكرة، أن يكون اختيار حكام المباراة وأسماؤهم وسمعتهم في مستوى هذا الحدث. ** يا الله.. إلى هذه الدرجة فعلت نتيجة المباراة برئيس نادي الشباب، حتى إنه لم يستطع تهنئة إدارة الأهلي بالتأهل، لكنه استطاع أن يصرح فضائيا. ** ليس على الأهلي خوف، لو كان كل لاعبيه بحماس وروح وجرأة \"ولد الجيزاوي\"، فهذا اللاعب الموهوب يؤكد أن كرة القدم ليست مرهونة بأسماء معينة، ولا بنجوم، أو مشاهير. ** أرادت القرعة أن يلعب الأهلي \"كل\" مبارياته خارج أرضه، غير أن الحقيقة بدت واضحة وملاعب الإحساء والرياض كانت شاهدة، على أن الكبار أينما حلوا، فإن الأرض أرضهم. ** هل من حق إدارة الأهلي أن تطالب إدارة إستاد الملك فهد بمناصفة الهلال مدرجات ملعب المباراة؟