في كل دول العالم المتقدم تتقدم الأفعال على الأقوال. أمّا في دول العالم الثالث فلا تسمع إلاّ كلامًا كثيرًا من شاكلة (قيمنا الأصيلة)، و(خدمتكم هي هدفنا)، وبقية (الرصة) الفارغة التي لا تُسمن من خدمة، ولا تُغني عن تخلّف. وفيما يلي قائمة أحسب أن كثيرًا من القرّاء يشاركني همومها وآلامها: • شركة اتصالات وطنية دفعت لها شخصيًّا جميع مستحقاتها في يوم 7 يناير، وفي مكتب العملاء (المعذبين) وحتّى يومنا هذا لا تزال المبالغ مسجّلة ضد عميل (التميّز) كاتب هذه السطور، بل تم فصل الخدمة عن اثنين من الهواتف الجوالة المسجلة باسمه. والسبب أن (السيستم) التعبان ابتلع (الكاش)، دون أن (يبلغ) شقيقه (السيستم) الذي يفصل الحرارة. • شركة اتصالات وطنية ترفض إرسال ما تسمّيه بطاقة (التميّز) إلى صندوق بريد عميل (التميّز) إلاّ إذا كان صندوق البريد باسمه الشخصي، في حين يستلم عميل التميّز نفسه بطاقات الائتمان الذهبية، وبطاقات الصرّاف الآلي وغيرها من الإرساليات، والمواد المهمّة عبر الصندوق نفسه التابع لعمله الحكومي الرسمي. مفارقات آخر الزمن! وعند السؤال يأتيك الجواب المفجع (هذا هو النظام).. نظام متلتل..!! • ناقل جوي وطني يطير بك من جدة إلى واشنطن لمدة 13 ساعة، ونظام الترفيه فيه عطلان لا يعمل، رغم أن الطائرة مجددة، ومحدثة، ومقاعدها زادت، وأصبحت تميل فوق وتحت، لكنها -ولله الحمد- لا تهتز ولا تعتز. الرحلة تبدأ التاسعة والنصف صباحًا بتوقيت المملكة، وتصل واشنطن الثالثة والنصف عصرًا بتوقيت واشنطن.. يعني الرحلة كلها في النهار المشرق. ومع ذلك لم يقدم سعادة الكابتن ولا كلمة اعتذار واحدة، وألف طز في الركاب. هذه أبجديات كسب الراكب والاعتزاز بخدمته!! وعلى فكرة شكوت كتابيًّا إلى مدير الشركة، ولا حس ولا خبر، ربما طز ثانية في الشاكي، أكبر من نصيب المسافرين كلهم. وأمّا رحلة العودة من واشنطن إلى جدة، فالحق يُقال كانت دفئًا وسلامًا، فشكرًا مضاعفًا لمشرف الرحلة الأستاذ عباس أحمد عباس، وأكثر الله من أمثاله. وهكذا الدنيا حامض حلو.