بكاء الثلج .. ! مع إطلالة اليومِ الأكثر تساقطاً للثلوج .. خرجت \"سارة\" من منزلها صباحاً .. كعادتها كل يوم .. وبالقرب منه .. رأت أعواداً ( متناثرة ) .. أخذت تجمعها لتضعها في مدفئتها لتتقي بلهبها البرد القارس .. وهي عائدة .. كانت تسمع صوت وقع قدميها على الثلوج المتلبدة على الأرض .. تمشي بحذر .. وهي تخاف السقوط ومعها حزمة الحطب .. أقبلت على سلالم ذلك الباب الخشبي .. بدأت الصعود بحذر .. إلا أن إحدى قدميها التصق بها بعضاً من الثلوج .. فهوت على السلالم .. ألقت باللوم على نفسها أنها لم تزيل ما علق بها .. ! دفعت الباب الذي تمسي وتصبح على صريره .. وكأنه يشتكي الإهمال ولم ترممه .. ! اقتربت من مدفئتها الكبيرة .. ووضعت بعض الأعواد .. تناثر الرماد على وجهها .. وأخذت تزيله من على عينيها بعنف .. ! .. أشعلت النار .. واقتربت منها .. وهي تقبض وتبسط يديها لتكسب بعضاً من الدفء .. أخذها تفكيرها بعيداً .. ( إلى متى والأشياء ضدي .. ! ) حتى الجمادات .. اغرورقت عيناها بالدموع .. وقلبها يتألم من الحِمل الذي تحمله فوق كاهليها رغماً عنها .. وتتساءل بحرقة إلى متى سيلازمها هذا الحمل كل صباح جديد !! شعرت بلسع شرارة من النار في يديها .. تألمت .. وبكت .. أهي الأشياء ضدي ..؟! أم أنا لا أحسن التصرف وتدبير أموري .. وضعت رأسها على وسادتها وهي تبكي .. ثم غلبها النوم .. ! لم تشعر بنفسها إلا في الصباح إذ أستيقظت على تساقط قطرات ماء عليها .. نظرت للسقف ومن بين شقوقه كانت تأتيها تلك القطرات .. مؤذنةً بصباح يوم جديد ولكنه صباح مختلف إذ شاركها الثلج البكاءه .. !!