اكتحلت عيون الرياض برؤية سمو الأمير الجليل سلطان بن عبد العزيز الذي عاد بعد غياب عن جغرافية الوطن لأكثر من عام إذ من الله عليه بالشفاء بعد سقم, وبالعافية بعد اعتلال. والأمير الذي غاب عن الجغرافيا لم يغب أبداً عن الوطن كياناً شامخاً وإنساناً له محباً وداراً له مشتاقة. وحتى كم الأعمال الهائل لم ينقطع عن مكتبه أينما رحل, فهو المتابع لكل مسئولياته بدقة, وهو الذي لا يبخل بالعطاء تجاه كل القطاعات التي تقع ضمن مسؤوليته مهما بعدت به المسافة. ازدانت الرياض العاصمة للترحيب بالأمير العائد, وانبعثت أنوارها ابتهاجاً برؤية الفارس الغائب, وكأن لسان حالها يقول: رأيت سلطان الخير يسمو على الخيرات منقطع القرين إذا ما راية رُفعت بمجد تلقفها أبو خالد باليمين وفي ملحمة الاستقبال الرائع الذي تقدّمه أخوه الأكبر وقائده الأول خادم الحرمين الشريفين صور رائعة تجسد معاني عزيزة باتت نادرة في عصرنا الحاضر.. صور تثبت أن أواصر الأخوة الكبيرة أقوى من علاقة الحكم, وأن المحبة الشديدة والفرحة الغامرة أعذب من كل الروابط الأخرى مهما بلغت، وأن ألحان التلاحم بين المواطنة والقيادة أروع من كل لحن عداها. لقد ابتهجت الرياض وابتهج معها الحاكم والمحكوم, والكبير والصغير, والمواطن والمقيم. ولقد ابتهج الوطن كله من أقصاه إلى أقصاه مرحباً ومهنئاً وشاكرًا لله أفضاله العظيمة ومكارمه التي لا تُحصى ولا تُعد. اليوم تبتهج الرياض وغداً في القريب العاجل ستفرح شقيقات الرياض.. ستزدان جدة, وتطرب الدمام, وتشتاق مكة وتنتظر المدينة. إنها لوحة من الحب والعطاء والتكاتف يعز نظيرها اليوم, وهي بمثابة الدرس العملي والنموذج الميداني لما نسميه (التفاف المواطن حول القيادة), والذي يُترجم إلى (اهتمام القيادة بالمواطن) في صور شتّى ومناسبات كثيرة. وأما الجانب الإنساني من سمو الأمير, فقصص آخر ينتظر من يدّونه ليكون حاضراً مشرقاً وتاريخاً رائعاً ومستقبلاً ينضح بالخير والعطاء لهذا الوطن المعطاء والمواطنين الأعزاء . طبت يا صاحب السمو ودمت ذخراً لوطنك ومواطنيك .