و«الرفيقة» مصطلح جنوبي كان يطلق على ما يسمى حاليا ب (الضرة)، أيام كانت الحياة ترفل في عبق النقاء ورائحة الحبق، رفيقة من الرفق والحنو مع أن الجدول اليومي الاجتماعي لم يكن خاليا من التشاحن والتصادم الذي تفرضه الغيرة النسائية وحب الاستئثار بأكبر قدر من عطف الزوج، لترتفع أسهمها الأنثوية في سوقه المتضخمة ومضارباته اليومية بين المهنة الزراعية والوظيفة الحكومية، كن نساء بملابس خشنة وقلوب ناعمة على عكس نساء اليوم ذوات الملابس الناعمة والقلوب الخشنة! امرأة اليوم التي قد ترضى بأن يكون لزوجها عشيقة أو أكثر ولا يكون له زوجة بما شرع الله وأباح، ومع أني لست من مؤيدي التعدد ربما لأنه ليس أصلا في الشرع وربما لعدة قناعات شخصية، فاجتماعيا أرى بأن منظر الرجل في الأماكن العامة برفقة زوجته وطفلين أو ثلاثة على أكثر تقدير هو المتناغم شكليا على أقل تقدير مع الحياة المدنية الحديثة، واقتصاديا لم يعد يتحمل الإنسان تحت وطأة الديون والأقساط وارتفاع تكاليف المعيشة أن يفتح لنفسه بابا آخر من أبواب العذاب و(القلق) اليومي، وصحيا ومع هذا النظام الغذائي المضغوط الممزوج بنكهة الضغوط الحياتية لا أعتقد بأننا فحولة مؤهلون للقيام بواجباتنا المنزلية ولو بالحد الأدنى! ولكن ومع تكدس الأرامل والعوانس والمطلقات بشكل مهول، ألم يصبح التعدد ضرورة حياتية للحفاظ على الكيان الأخلاقي للمجتمع قبل أن يتداعى وينهار تحت وطأة الفقر والحاجة والرغبات النفسية والجسدية التي تحتاج للإشباع تحت مظلة اجتماعية وشرعية دينية قويمة؟! ومع كثرة الحملات في هذا البلد التي أضحت تنافس حملات الحج والعمرة، قامت الناشطة والإعلامية سحر خان بحملة تدعو فيها للتعدد وتتساءل على حسب ما ورد في الموقع الإلكتروني وكالة أخبار المجتمع السعودي: عن سبب محاربة المرأة للتعدد وهو حلال من عند الله مضيفة: «أليس التعدد أفضل من الخيانات الزوجية والزواج السري والمسيار؟.. أليس الزواج الصريح وتربية أبناء بطريقة عادلة كريمة أفضل من إنجابهم في السر وعدم الاعتراف بهم؟». وحملة كهذه في نظري تحتاج لانتفاضة اجتماعية وتكاتف مؤسساتي من قبل الجهات الحكومية المعنية وشيوخ الوعظ وخطباء المساجد، وليس لمجهودات فردية تموت قبل أن تطل برأسها على هذا المجتمع..ويكفي.