أكثر ما يقلق جمهور الأهلي والنصر، أنهم لا يرون في فريقيهما أي مؤشرات تجعل منهما فريقين منافسين لثلاثي الصدارة المعتمد منذ سنوات \" الاتحاد، والهلال، والشباب\". تلك هي الحقيقة الوحيدة في الدوري السعودي، والتي لم تصدقها إدارتا الناديين حتى الآن، رغم أن جمهورهما بات يعرفها أكثر منهم، ولم يعد ينكرها، وإن كان حلها غير معقد. كثيراً ما يتحدث الإعلام مقروءاً ومرئياً، عن غياب لفريق الأهلي عن بطولة الدوري يصل إلى \"ربع قرن\"، وعن ابتعاد نصراوي طويل عن أغلب البطولات المحلية، عدا بطولة واحدة العام قبل الماضي، كانت الفوز بكأس الأمير فيصل. قبل سنوات كان أنصار الفريقين لا يقبلان الحديث عن فريقيهما بهذه الحقيقة، ولا يقران بها، إلاّ أن ذلك الدفاع تحول إلى قبول واقتناع على طريقة \" مكره أخاك لا بطل\"، ولكن إلى متى\"؟ إن على النصر والأهلي إذا أرادا أن يصبحا منافسين ثابتين في دوري المحترفين، فإن أول قرار يجب أن يوقع، هو منح أكثر من خمسة لاعبين في كل فريق شهادة شكر وتقدير، مع حفل وداع مختصر. وهذه هي الحقيقة الثانية، أما الحقيقة الثالثة، فلا أعتقد أن مسؤولي الناديين يجهلانها، وبطبيعة الحال هي ليست مشكلة مالية، وهما بالتالي يتساويان مع الأندية الثلاثة الأخرى من حيث ميزانية فريق كرة القدم الأول. لكن ما يجعل الفريقين \"الأهلي والنصر\" بعيدين عن الطريق المؤدية إلى بطولة الدوري، والتي تسلكها الفرق الثلاثة الأخرى، وخصوصاً الهلال والاتحاد، هو أنهما لم يحاولا اقتفاء أثر الزعيم والعميد. ولا شك أن التعامل مع كرة القدم الحديثة جعل ما يسمى ب \"الحظ\"، يأتي في المرتبة الثانية بعد العمل والتخطيط والرؤية السليمة، وهذه العناصر الثلاثة أجدها في الأهلي أكثر من أي ناد آخر! ومع ذلك ضاع جهد الأمير خالد بن عبد الله مع الفريق الأول، لأنه اصطدم بجيل ليس لديه أي طموح، أو رغبة في التفاعل، أو حتى إحساس بالمسؤولية، فهل قصر الأمير خالد بعد كل الذي فعله مع هذا الجيل؟ ولذلك أعود وأقول إن بعضاً من مشكلات الأهلي والنصر، أنهما يضمان عدداً غير قليل من اللاعبين الذين لا يمكنهم أن يحققوا لهما بطولة دوري الدرجة الأولى، فكيف بدوري المحترفين؟ فإذا كان الفريقان ينهيان كل موسم رياضي، وقد تجرعا عدداً من الخسائر من فرق صاعدة، أو فرق ما يسمى ب \"تكملة عدد\"، حتى أصبح ذلك عادة موسمية، فمن أين وكيف سيأتي طموح البطولة..؟ حتى على مستوى التعاقدات الأجنبية، تبقى اختياراتهما لا توازي طموحات فرق باحثة عن بطولة دوري المحترفين، وإن أحضرا أجانب مميزين، اصطدم العنصر الأجنبي، بعناصر محلية لا تساعده على تقديم الإضافة المطلوبة. ومن هنا لا يمكن أن نضع كل المشكلة على اللاعب الأجنبي، فالعناصر الموجودة في الفريقين في الموسم الحالي ليست سيئة إلى تلك الدرجة التي تختصر كل هذا الغياب فيهم، بل هي تتركز في العنصر المحلي بدرجة أكبر. وقد يستمر غياب الأهلي والنصر، ولكنه لن يطول، وما يؤكد ذلك، هو وصولهما للموسم الثاني على التوالي إلى المباراة النهائية على كأس الاتحاد، وهذا يعني أنهما يسيران الآن في الطريق الصحيح! وعكس ذلك ما فعله إداري الناشئين في فريق الاتحاد الذي غاب عنه أنه قدم احتجاجه على فريق رفضت إدارته أن تستعين بلاعب\"واحد فقط\" من \"عشرة دوليين\"، ثم تقدم على خطوة كهذه؟، هنا فقط يتضح الفرق بين نظرة الأهلي، ونظر غيره. ومن يرى أن لاعب الأهلي تركي الثقفي، لاعب \"غير موهوب\" لديه في اعتقادي\"ضعف نظر\"، وقد يعتقد البعض أنني أبالغ إذا وضعت الثقفي في كفة اللاعب الموهوب محمد الشلهوب، لكنها تبقى مقارنة مهارية، فيما ما زال الثقفي بحاجة إلى روح ودهاء وذكاء وفكر الشلهوب، فهل سننتظر طويلاً يا تركي؟