صالح النعيمة.. سامي الجابر.. يوسف الثنيان وأخيراً نواف التمياط نجوم بدأت وغادرت لكن المتبقي بعد الرحيل تاريخ جميل لن يسقط ولن يتناسى فالهلاليون على كامل الدراية بما سطره هذا الجيل الذهبي في مسيرة كيانهم الكبير. بالأمس تم الاحتفاء بالنعيمة والثنيان وسامي واليوم على نفس النهج والأسلوب تتجدد صورة هذا الاحتفاء مع نواف التمياط ولو لم يكن هناك تضحية لشعار الهلال وعشق لتاريخه وحب في جمهوره لما استمر هؤلاء النجوم على ألسنة الناس ولما احتفى بهم التاريخ. المقصد أن الوفاء سمة من سمات الهلال والمراد أن أي لاعب كرة يطمح في أن يكون له تاريخ محفوظ فما عليه إلا التفاني داخل الميدان ذلك أن اللاعب الذي يخدم مصلحة ناديه سيصل سريعاً إلى القمة النجومية حتى وإن أعلن هجر الكرة وميادينها إلا أنه سيظل رمزاً خالداً في قلوب جمهوره. المقصد هنا هو الوفاء الذي بات سمة من سمات الهلاليين تجاه كل نجم تفانى كثيراً في خدمة الهلال، والمراد هنا هو أن أي لاعب كرة قدم يطمح في أن يكون ذكرى جميلة وخالدة في قلوب الناس عليه أن يجتهد ويتعب على نفسه قبل أن يعتزل ومن يستطيع أن يعتزل الكرة على غرار نواف التمياط والثنيان تحديداً فهذا دليل على أنه قدم ما يكفي لأن يصبح واحداً ممن يستحقون الاحتفاء، وكما هو العرف السائد في تاريخ الكرة ونجومها فالتكريم والاحتفاء لن يصل إليه سوى قلة واعية تؤمن بأن ركل الكرة لم يعد مجرد هواية وإنما هو (عمل)، ومن يعمل ويحترم عمله ويحرص على أن يقبض ثمن هذا العمل بضمير حي لا يقبل المساومة فهذا هو النضج بأم عينه. عموماً ولكي أنصف النجم والموهوب والواعي والمثقف والمخلص نواف التمياط أقول: هذا هو ديدن الهلاليين تجاه أي نجم مبدع ونواف هو هذا النجم المبدع الذي بدأ واستمر وإلى أن قرر الاعتزال مبدعاً وفياً يلعب بتفان ويخدم ناديه والمنتخب بإخلاص ولم يدون عليه التاريخ ما قد نسميه اليوم زلة أو هفوة أو خذلان وإنما على العكس من ذلك فالنجم الكبير نواف التمياط وخلال مشواره الطويل أثبت للجميع بأنه لاعب كرة أنيق جداً تفرد بحماسه وانفرد بوعيه وأسلوبه وبالتالي كسب حب الجميع وزادت شعبيته في قلوب الجميع وكل ذلك لأنه قبل كل الأشياء يؤمن بأن الرياضة عامة وكرة القدم تحديداً لا معنى لها إلا عندما يسود فيها الخلق الرفيع والروح الرياضية العالية. باختصار شديد نواف التمياط يستحق التكريم مثلما يستحق الأميران الرائعان عبدالله بن مساعد وشقيقه عبدالرحمن كل التقدير من الهلاليين لسبب أن هذا الثنائي بات في حاضر اليوم بمثابة الرقم الصعب في كيان لا يقبل سوى الأرقام الصعبة التي تحفظ له تاريخه ورقيه وقمته وسلامتكم.