الفنادق أو النزل كما كانت تسمى من قبل أماكن يرتادها المسافرون العابرون وتتراوح في الدرجات حسب النجوم التي تلحق بها بحسب الخدمات التي تقدمها. ربما يضاف إلى منافعها أن كثيراً من الحفلات والاجتماعات والمؤتمرات تعقد في الفنادق لأنها قادرة على توفير ما يحتاج إليه أصحاب هذه المناسبات من احتياجات ضرورية أو ترفيهية. في عام 2012م ستبدأ الرحلات إلى أول فندق فضائي يحتاج من يريد السكن فيه إلى تدريب خاص في جزيرة استوائية لمدة ثمانية أسابيع. كما يحتاج إلى ملابس خاصة كتلك التي يستخدمها الرجل العنكبوت حتى يتمكن ساكنو الفندق من الزحف حول حجراتهم الصغيرة ملتصقين على الجدران. يرى الضيف شروق الشمس (15) مرة يومياً ويدور حول العالم كل ثمانين دقيقة، وربما يستعيد بعض الذين قرأوا كتاب حول العالم في ثمانين يوماً ذكريات سفر كانت مقررة باللغة الإنجليزية على طلبة الثانوية ذات عام حتى يبلغ الحلم ذروته. بقي أن نعلم أن تكلفة الليلة في الفندق تعادل (5.5) مليون ريال، أي أنه فندق للذين يجدون مالا وفيراً ووقتاً متاحاً ولا يدرون أين يصرفون هاتين الثروتين إلا في فندق في الفضاء البعيد ..! ليسوا مسافرين لشيء إلا للإقامة من أجل صرف مبلغ يعادل متوسط دخل مواطن سعودي على مدى قرن من الزمان أو أكثر، مع ما يعتري المتوسطات الحسابية من ضبابية لا تعبر عن حقيقة الدخل لأكثر الفقراء. ولئن كان في هذا السفر الفضائي تلك الإقامة مميزات جديدة فإن البعض يقيم على الأرض ويصرف ما يتجاوز هذا الرقم دون أن يحصل على ميزة سوى وهم ولكنه من تراب.