تأخذنا لوائح لجنة الانضباط وقراراتها إلى اتجاهات مختلفة قد لا نخرج منها إلا ونحن متفقين على أن هناك أشياء في فلسفة العقوبة يجب أن تعدل وإلا فإن جدالنا على وسائل الإعلام سيستمر إلى أن تقدم لنا هذه اللجنة لائحة صحيحة تتوازى على الأقل مع حجم تلك العقوبات التي مازالت تمنح كميزة لمن ليس لهم علاقة. في جدة أثيرت قضية المدرجات وبسرعة البرق ظهرت لنا صورة اللائحة المعدلة في لجنة الانضباط لكن السؤال المهم هل هذا التعديل وجد القبول أم أنه آثار المزيد من علامات الاستفهام؟ ما ذنب الهلال والأهلي في قضية من فعل فاعل أهوج في المدرجات، وإذا ما قبلنا بضرورة عقابهم فالعقاب يجب أن يأخذ في الاعتبار عدم منح الطرف الثاني كامل الفرصة في الاستفادة، فالفتح مستفيد ونجران مستفيد والأهلي والهلال عوقبا ولكن بطريقة لائحة في تصوري الشخصي أنها تحتاج لإعادة نظر فإما أن تكون العقوبة محصورة في لقاءات الفريقين وإما أن تكون الغرامة المالية هي الحل أما أن تذهب هذه العقوبة كمكافأة لأطراف أخرى فهنا مكمن ولب المشكلة التي لن تنتهي طالما أن حجم الضرر بالمخطئ يفوق المقبول في ميزان العقاب. في الموسم المنصرم نفس الأحداث التي شهدتها مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل حدثت في الدمام فعوقب النصر بقرار خوض مباراته مع الاتفاق من دون جمهور وفي رأيي الشخصي أن هذا القرار أفضل من قرار نقل المباريات إلى ملاعب الطرف الثاني الذي ليس له علاقة بما حدث. قد يرى البعض أن في ذلك تجاوزاً على الشركة الراعية التي تبحث من الحضور الجماهيري عن المداخيل المالية وهذا صحيح لكن ولكي نحل هذه الإشكالية ونضبط النص المقبول للجنة الانضباط علينا إلزام الأطراف المخطئة بدفع المبالغ لتلك المباراة التي تقام بدون جمهور للشركة الراعية أولاً حفاظاً على حقوقها وثانياً لتلافي مثل هذه المشاكل في المدرجات كون أي مشجع محب لناديه عندما يشاهد حجم الضرر وقع بأسباب خروجه عن النص فهو لن يعود لمثل هذه التجاوزات وسيحاسب نفسه بل ويجب أن يحاسب نفسه قبل أي تصرف حتى لا يعاني ولكي لا يعاني الفريق الذي ينتمي إليه من تبعات ذلك. هذا هو الحل أما قضية نقل المباريات فهي أبعد ما تكون عن الحلول الجذرية التي تحملها لجنة الانضباط، فهل تكون معاقبة المخطئ محصورة في المخطئ فيلعب دون جمهوره ويدفع قيمة الحضور الجماهيري \"الغائب\" للشركة الراعية أم أن هذا المقترح الذي أقدمه سيموت قبل أن يصل لأعضاء تلك اللجنة الموقرة؟ لا أدري لكني أتمنى لمثل هذا الاقتراح الحياة! ختاما روعة الأهلي في فكره ومثاليته في حضاريته وجماله في \"خالد\" وهذا يكفي.. وسلامتكم.