لقد افاء الله علينا بكثير من النعم ، غرتها ان جعل بلادنا حاضنة لمقدسات المسلمين ، ومنطلقا للرسالة المشرفة التي اضاءت الكون واخرجت الناس من الظلمات الى النور، فكانت منارة اشعاع ومشعلاً للحق ، دحرالظلم وشروره ، ثم تتوالى هذه النعم التي ارجو ان نكون إزاءها عباداً شاكرين ، فقد امنت بلادنا بعد خوف وفتن ، وتتوحدت بعد فرقة ومحن ، فاخرجت ارضها الطاهرة مكنوناتها من الثروة ، فكانت بعد الله عونا على ازدهار بلادنا ونمائها ، حتى اضحت تتبوأ مكانا مرموقاً بين الدول في كثير من الميادين ، وبالرغم من ماوصلنا اليه في هذا العصر من امن ونماء ، الا ان هناك من يروم لهذه البلاد العودة الى الجهل ، بعد ان تعلمنا ، والى الفقر بعد ان اغتنينا ، والى الفرقة بعد ان اتحدنا ، والى التخلف بعد تنميتنا ، انهم فئة تناهض الحق والنور، وتناصب الوحدة والنماء العداء ، وتعمل في سبيل ذلك ببؤس وشقاء ، ولكن الله يابى الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون ، فالمتتبع لتلك الانشطه المناوئة للحق والنور والعدل ، يلاحظ بجلاء اندحارها المتواتر امام ارادة القيادة والوطن ، منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين ، فوقوف المجتمع بكل فئاته العمرية والايدلوجية في وجه هذا الباطل ، اسقط الكثير من الاقنعة الزائفة ، واسفرت الخفايا والنوايا عن مفرعاتها ، وتجلت براءة الدين ونهج السلف الصالح مما يأ فكون ، براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، فقتل النفس التي حرم الله الابالحق لايختلف على حرمته جاهلان ، فضلا عن عقلاء القوم ، ومع ذلك هناك من يصر من هؤلاء الجهلاء على عكس ذلك ، فيقدم على محاربة المسلمين الامنين من المواطنين والمقيمين في مجتمعهم الامن المسالم . ان ماحدث مساء الخميس في استقبال صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية في منزله ، يلقي بدلالاته على عدة مؤشرات ، ياتي في مقدمتها ان قيادة هذه البلاد وعلى راسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني ، يقفون في مقدمة معركة الوطن ضد الارهاب والجهل والتخلف ، وصدورهم مفتوحة لمن يريد الاقبال الى حضن الوطن والتوبة الى الله والبراء من الضالين المضلين ، وكذلك مشرعة فداء للوطن وترابه الطاهر، كما تومئ بالدلالة ايضا على نبل اخلاق وتسامح سمو الامير محمد ومراعاته لمشاعرالتائبين والآيبين ، بعدم التشكيك في نواياهم ومحتوياتهم ، وبالتالي عدم اخضاعهم للتفتيش الدقيق خارج مقر الاستقبال ، كما يشيرالحدث ايضاً بالدلالة على افلاس هذا التنظيم افلاسا ايدلوجياً ولوجستياً ، فانتقالهم الى هذه المحاولة البائسة يؤكد ذلك بجلاء ، فقد قاموا باغتيال الشيم والقيم الاسلامية والعربية العريقة بعد ان اغتالوا صفاء العقيدة ونقائها لديهم ، فاستغلالهم لكرم سموه في اجراءات استقبالهم في منزله ، لن تثني سموه عن ما قطعه على نفسه من وعد في استقباله للتائبين والعائدين الى جادة الصواب ، فهو الرجل الذي نذر نفسه للدفاع عن العقيدة والوطن ، في وجه من يريد النيل منهما ، ويقف خلفه ايضاً الرجال الاوفياء الذين عاهدوا الله على افتداء الوطن وابنائه بالروح والدم والجسد ، ان الوطن بابنائه في وجه كل من يريد النيل منه ، فابناء محمد بن نايف واخوانه الذين تخرجوا من مدرسة نايف بن عبد العزيز، واحمد بن عبد العزيز، ومحمد بن نايف ، سيكونون في وجه الجريمة والمجرمين على كل تضاريس الوطن ، صدورهم دروع له ، يأبون تلويث العقيدة ، والاضراربالوحدة الوطنية ، ان الوطن بابنائه وجنوده ، يحمدون المولى سبحانه وتعالى على سلامة صاحب السمو الملكي الاميرمحمد بن نايف بن عبد العزيز، من محاولة الاعتداء الفاشلة الاثيمة ، داعين في الوقت ذاته الله جلت قدرته ، ان يحفظ قيادتنا وبلادنا من كل سوء ، وان يدحر الجهل والجاهلين ، والعبث والعابثين.