قراءة أي مرحلة يمر بها المنتخب سواء مرحلة تجريب أم سواء مرحلة حدث رسمي تحتاج إلى عقول تستوعب فن القراءة، أما أن تبقى الساحة مشرعة لكل من هب ودب ففي هذا الاتجاه قد يتحول مناخ الاستقرار إلى مناخ فوضى عارمة تجتاح المنتخب وعندها نعود إلى نقطة الصفر وعندها لا ينفع الندم. مهنياً مساحة الحرية وهوامشها باتت كبيرة تتسع حتى لمن لا يزال سنة أولى صحافة أما منطقياً فالواجب أن تصبح الكتابة النقدية مقننة على الأقل في هذه المرحلة التي لا يزال فيها المنتخب السعودي من حارسه إلى رأس القوس في قائمته في أمس الاحتياج لمن يكتب بوعي لا إلى من يكتب دوماً تحت جرعة الهزيمة. تجربة عُمان خسرناها كنتيجة ولا يهمنا كمنتخب يتأهب لمواجهة البحرين ما تفرزه مثل هذه التجارب سوى البحث عن الأخطاء ومعالجتها وعن أسلوب الخطة السليم كون الأسلوب الخططي هو المهم وهو الأهم. هل الانفعال يجدي نفعاً وهل مثل هذا النهج من وسائل بناء منتخب قوي؟ دلوني على الجواب هذا إن كنتم يا (متشائمين) تملكون نصاً صريحاً يمكن الاستناد عليه كمبرر لمثل تلك النظرة القاتمة التي يتعامل بها البعض. المنتخب ولاعبوه قبل مدربهم ينتظرون من الإعلام دعما يحفزهم أما مسألة استغلال الهفوات البسيطة وتضخيمها أمام المتلقي فلن أبالغ بالوصف لو قلت بأنها إساءة لكل من يعتمد عليها أو يركز جل فكره من أجل أن يجعل منها طرحاً نقدياً هكذا لمجرد ملء الفراغ. خسرنا تجربة ودخلنا تجربة أكثر تعقيداً فهل ندعم بحس المحب العاشق للأخضر السعودي أم أن فلسفة العناد والمكابرة تجعلنا مأسورين لافتعال المثير في الطرح والقاسي المريب في الكلمات؟ هذه الأخيرة حذار منها وعندما أحذر من ذلك فإنني على يقين بأن منتخبنا الوطني لن يخسر من البحرين إلا في حالة ما إذا نحن كنقاد وكجماهير تخلينا عن الدور المناط بنا في هذا الجانب أو بالأحرى في هذا التوقيت الحاسم. عموماً عمان وفازت ودياً وما بعد التجربة والخسارة المهمة مهمة مدرب ومهمة لاعب ومهمة إعلام ومتى ما اكتملت شروط هذه المعادلة فالفوز لنا والتأهل لجنوب إفريقيا حتماً لن يكون لغيرنا.. وسلامتكم.