قال : أتعلمُ امرأةً عاقلةً ؟! قلت : ماذا تعني بعاقلة ؟! أتعني أنها – كما يقول الفلاسفة - : حيوانٌ ناطق ، أي : مفكرٌ بعقل ؟! أم تعني عاقلةً بمعنى : أنها تتعقل الأمور ، وتزنُها بعقل راجح ؟!. قال : دعنا من فلسفتك ! أعني بها تلك التي يكون زوجها في حياتها يحتل الدرجة الأولى ، ثم أولادها وبيتها بعد ذلك ،ثم أهلها من بعد في المرتبة الثالثة ! . لأن نساءَنا ، حفظ اللهُ نساءنا ! ، تريد الواحدةُ منهن أنْ نعاملها كأنها ( الأُمُّ ) ! .. تريد من زوجها العطفَ والحنانَ والسمعَ والطاعةَ والفلوسَ والاستئذانَ ...الخ ، ونحن الرجالَ ( في ستين داهية !) . قلت : وأين الجديد فيما ذكرت ؟! قال : الجديد أني سأعيد عليك هذه الترتيبات حتى تعيها جيداً ! اسمع ! المرأةُ العاقلةُ هي التي : 1. تعيش لزوجها أولاً ، فسعادتها في سعادته وليس العكس ! فهمت؟! 2. ثم تعيش لأولادها وبناتها وبيتها ثانياً ،هل فهمت ؟! 3. بعد ذلك أهلها ! . فإن عكَسَتْ القضيةَ وبدَأَتْ بالرقم (3) فإن البيت سيخرب كما *** سدُّ مأرب في اليمن ، وخرب بيتي هنا ! . قلت : ومتى *** بيتك وأنا أعرفك منذ زمن ، ما شاء الله ، ستنفجر من النعمة ؟! قال : منذ أن رأيتُ ذلك المشؤوم جاء يحمل حقيبته !. قلت : أي مشؤوم ؟! أنت اليوم مضطربٌ جداً . قال : المأذون الشرعي ! .. جاء فرحاً مستبشراً يحمل حقيبته تسبقه ابتسامته ، فخدعني وجعلني أوقع عقداً يقضي بذهاب عقلي وصحتي ومالي ورجولتي يارجل ! ولم أستفد من ذلك العقد إلاَّ اسمه ومشتقاته ( عَقْدٌ، تعقيدٌ ، عُقَدٌ ، مُعقدةٌ ، مُعقدٌ ، عقَّدَتني ، تعقَّدتُ..) قلت : إذاً أنت أصبرُ رجلٍ على وجه الأرض ! فما الذي جعلك تصبر كل هذه السنوات إن كان ما تقوله حقاً ؟!. قال : ماذا تريديني أفعل ؟! أطلقها فأقع في مصائب لا تنتهي ، أخفها بكاء البنات والأولاد ، أم أغامر مرةً أخرى فأوقع عقداً آخر على امرأةٍ أخرى ، لربما كان في توقيعه انتقالي إلى الدار الآخرة مباشرةً ! ، وفي أحسن الأحوال تكون هذه الزوجة التي عندي مقارنةً بتلك الجديدة جنةً من جنات الأرض !. ثم قال : أرجوك ابحث لي عن حلٍّ بغير فلسفة !. قلت : أمهلني حتى ندخلَ الجنة إن شاء الله تعالى وستجد فيها (ما لا عينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر )(1) !!. _________________________ (1) حديث ( صحيح) رواه أحمد وغيره ، وهو في السلسلة الصحيحة برقم (1086).