في المحاضرة التي ألقاها الدكتور معجب سعيد الزهراني بمقر النادي الأدبي بالباحة تحت عنوان (جماليات الفنون الشعبية ) تكشف عن تجليات إنسانية وإبداعية وثقافية للمحاضر إذ استهل حديثه بإهداء محاضرته إلى روح محمد فيضي \"يرحمه الله \" أحد أبرز مثقفي الباحة صاحب المقالة الشهيرة \"مساحة خضراء\" والتي داوم على كتابتها في الصحف المحلية مايزيد عن عشرين عاماً كانت تنضح بالفكر والثقافة والأدب والفلسفة والجمال . وحين يتذكر الصديق صديقه الذي فارق الحياة فهذا وفاء ونبل ونقاء سريرة . الجانب المضيء في المحاضرةالإشارة إلى تكريس الاهتمام بالهوية الثقافية المحلية من خلال الباحثين والحرفيين والمثقفين والمبدعين بإيقاظ الوعي وتنمية مكوناته والتشجيع على الحوار المعمق مع تراثيات الجمال المتنوعة والخصيبة في قرى الباحة وهذه الرسالة الجميلة من الدكتور معجب .. تؤكد ارتباطه الوثيق بتراثه فهو مغموس بل مبتل إلى النخاع . ودعوته إلى ضرورة الحفاظ على التراث بحميع انواعه. والشاهد على ذلك تجواله من مشارف دوس زهران إلى تخوم غامد مروراً بغابة رعدان وجبل حزنة الشهير ورُقعة بني كبير , وقرية بني فروة القديمة.. إذ يرصد بعدسة كاميرته التي اشتراها لغرض التقاط الجماليات العمرانية والنباتية لمنطقة الباحة ليقيم معرضاً للصور الفوتوغرافية في إحدى المدن الواقعة قي شمال فرنسا .. الدكتور / معجب يرى أن المواطن سفر صادق ومخلص لوطنه .. و من منظوره يرى ان الصورة الجميلة المعبرة تخدم أكثر من ألف كلمة لذا قرر إقامة معرضه الخاص فقام بمشط المنطقة لاقتناص مواطن الجمال في الباحة خصوصاً الجوانب العمرانية التي تتميز بها المنازل والحصون وبهذا العمل يود توثيق ماسوف يكون ذكرى في قادم الأيام نتيجة إهمال الأهالي لهذا التراث الجميل .. والقابل للاندثار مالم تكن هناك إستراتيجية لحمايته هنا ينبثق سؤال هام .. لماذا ينسلخ ابناء الباحة عن جماليات العمران باقتباس أشكال هندسية لاتمت لثقافتهم بصلة تماماً .. لماذا لايستوحى تشييدمنازلهم الحديثة من الطرز المعمارية القديمة .؟ لتضفي للنظر مساحة جمالية خصوصاً وأن العمارة في الباحة تميزت كما يقول المهندس سعيد الحسيل \"رئيس بلدية بلجرشي\" بالتناظر والتطابق والإيقاع فتلك المنازل لم تصل إلى هذا المستوى بشكل عشوائي بل جاءت نتيجة تراكم ثقافات وعلى مدى زمني طويل إذ جعلت السكان يختارون الأحجار كمادة بناء ويزينون جوانبها بأحجار المرو البيضاء وينقشون أبوابها ووزفرها ونوافذها برسوم تنم عن حسن فني وثقافي لملء الفراغ البصري بلمسات فنية وبأشكال هندسية متنوعة مستوحاة من مخزونهن الثقافي والفني والاجتماعي على شكل مثلثات ودوائر وأوراق شجر و أزهار وغيرها . أتفق إلى ماذهب إليه الدكتور معجب والمهندس سعيد الحسيل في كون القرى القديمة في الباحة كنز في طريقة للاندثار ، لأن الإنسان استبدلها بالمنازل حديثة من قوالب الأسمنت لا تتناغم مع البيئة الطبيعة . أسئلة مهمة .. هل يمكن للجهات الاختصاصية ( الأمانة ,البلديات ، المجمعات القروية ، المكاتب الهندسية ،وغيرها , الاستفادة من مفردات جمال العمارة ومن بينها فن النقوش .. لتملأ قرى وأحياء ومدن الباحة مساحة العين بهجة .. أما أنها تستمر في ذات النسق الذي يزيد تنافرها .. لتصبح نشازا تصيب العين بالقذى .. سؤال أجيبوا عنه لو سمحتم .. @ يختلف مقياس الجمال من مجتمع لآخر بحسب الثقافات والعادات والتقاليد ويمكن رؤية الجمال في كل الموجودات التي حولنا . الجمال انعكاس نفسي ووجداني قبل كل شيء . @ مقولة جميلة (الإنسان يتأنسن بالفن ويتعقلن بالمعرفة )