مرّة بعد مرّة يظهر بجلاء كم هي عظيمة نعمة الله تعالى على هذه البلاد بولاة أمرها،فكلّ منصف يتابع موقف هذه الدولة في خضم العواصف الدولية بكلّ اتجاهاتها وأنواعها يجدها بحمد الله لا يستفزّها سفه السفهاء ، ولا تنجرّ خلف الدعايات ، و لا تبني مواقفها على حوادث وقتية أو فقاعات سياسية ، وهذا نتيجة وضوح المنهج الذي تنتهجه هذه البلاد وولاة أمرها : منهج الكتاب والسنة ، وهو منهج واضح ثابت لا يتغير بمرور السنوات ولا تبدّل الأحوال،إن أقبلت الدنيا أو ولّت،إن رضي الناس أو غضبوا،إن أحبّ الناس أم كرهوا،ما دام الهدف الأسمى والغاية النبلى هي رضا الله تعالى . أقول هذا بمناسبة تدشين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية مشروع الخطة الإستراتيجية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (حسبة)،مثل هذه الخطوة الكريمة جاءت في وقتها المناسب لتؤكّد أنّ الدولة حفظها الله تحت رعاية هذه الثلة الكريمة من ولاتها لا تهزّها العواصف الإعلامية الدولية الّتي تهاجم الحسبة كمفهوم وعقيدة،ولا عقوق بعض أبنائها وتنكّرهم لهذا المبدأ العظيم متأثرين بفكر غربي شربوا منه حتّى الثمالة،بل تمضي قدما في ترسيخ هذا المبدأ العظيم والركن الركين وإرساء دعائمه لتقول للجميع عربا وعجما مسلمين وغير مسلمين : هذه دولة التوحيد،دولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،هذه مهوى أفئدة المسلمين من كلّ حدب وصوب،وستظلّ كذلك بإذن الله تعالى،أمّا النقد الموضوعي والاختلاف حول التطبيق والممارسة فالخطوات الجادة الّتي اتخذها ويتخذها معالي الرئيس العام الشيخ عبدالعزيز الحمين أكبر دليل على تقبل النقد الهادف والاستعانة به في التطوير والارتقاء بالجهاز،إنّني هنا باسم كلّ المواطنين والمقيمين في هذه البلاد الّذين يلمسون وعن قرب ما لجهاز الحسبة من آثار جليلة القدر عظيمة النفع وما يقدمه أفرادها للمجتمع من جهد جبار لا يقدره إلاّ الله تعالى ثمّ ولاة الأمر يطيب لي أن أقدّم عظيم شكري وامتناني لولاة أمرنا وعلى رأسهم مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده،وسموّ النّائب الثاني أيّده الله ورفع قدره ، وأختم مقالي بما ختم به سموّه جوابه لأحد الصحفيين عن اعتراض أحد أعضاء مجلس الشورى على دعم الهيئة حيث قال له:« ألا يعلم هؤلاء أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن من أركان الإسلام ؟ والله يقول : {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَر} فإذا كنا مسلمين يجب أن نعرف هذا، وإذا كنا غير مسلمين فليس هذا وطن لغير المسلمين».