أعتقد أن من احترام الأمانة ألا يكون الظن وحده قاعدة لنقد المرافق، ما لم يكن الناقد متيقنا من الموقف حتى يكون الحكم منطقيا لا عوج فيه، ذلك أن بعض الظن إثم. ولو أخذنا الحديث عن الأندية الأدبية لوجدنا أن معظم ما يقال عنها لم يكتف بالاتكاء على الظن على سوء ما في الاتكاء عليه، وإنما يتعداه إلى التحامل، وإلى اقتراف خطيئة الكذب، وأن معظم ما يقال على أنه من النقد هو مما ليس من النقد في شيء، خاصة عندما يأتي من شخص لم يسبق له أن ولج باب النادي، ومن أعطى نفسه دور الشمس التي تشرق على لا شيء في الكرة الأرضية، وهو دور يكون دعيا من يتقمصه!! من الملاحظ أن الأندية الأدبية أضحت «الجدار القصير» الذي يسهل القفز عليه حتى من قبل الأطفال، وأخذ كل من هب ودب يتحدث بلغة الناقد بل بلغة الشتام أحيانا؛ للنيل من الأندية ومن العاملين فيها والمسؤولين عنها؛ لمجرد إشباع الرغبة في الظهور أمام الرأي العام، وما هكذا يكون الحكم على الأمور إلا عند المتحاملين، وممن لا يعترفون بالدقة في القول من باب احترام عقلية المتلقي الذي أصبح يفرق بين الحقيقة والوهم، والمصداقية والدجل، وهو يتابع موجات النقد العدواني، حتى أن المخلصين والمنصفين يجدون أنه من الضروري الرد على النقد المفتقر للموضوعية، وتفنيد التحامل الذي لا يكاد يمر يوم دون أن يكون له وجود على صفحات الصحف المحلية. ولكي نوظف الإنصاف لا بد من الإشارة بفخر إلى أن في مجتمعنا من ينأى بنفسه عن التحامل أو العدوانية، التي لا تنبعث إلا من النفوس المريضة، إذ نستقبل في نادي الباحة على سبيل المثال رجالا صادقين في إخلاصهم، ومتمسكين في رؤاهم، يدفعهم زهدهم عن الظهور في وسائل الإعلام، ويفضلون الهمس بأسلوب راق، وهدفهم أن يرتقي النادي إلى الأفضل، ونحن نكن لهم إكبارا، ونبادلهم الاحترام الذي تحث عليه القيم الدينية، والله يقول: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان». وبعد.. فإن الذين ينكرون النقلة النوعية التي حدثت في أداء الأندية الأدبية، ويحاولون التشهير بها، لم يدركوا بعد النظرة الموضوعية، وعليهم أن يعيدوا حساباتهم.. وفي الصباح يحمد القوم.