لم نكتف في مدارسنا بحصول طلابنا على معدلات دنيا في التحصيل العلمي، وبالذات في العلوم والرياضيات، بل أصبحت المدارس ميادين للصراع والنزال والاقتتال، وفي مناطق مختلفة مما ينذر بأن الفشل لم يقتصر على التعلم فقط بل تعدى ذلك إلى التربية. نقرأ عن المشكلات لكن لم نجد ما يبعث على التفاؤل بالقراءة عن الحلول، والعزاء الوحيد أحيانا أن تمر أيام دون أن نقرأ عن منازلة جديدة في إحدى المدارس وخاصة الثانوية: بوابة تحمل المسؤوليات في ميدان بناء الوطن. اللافت للنظر أن بعض الحلول تدعو إلى الوقوف أمامها إعجابا أو استغرابا .. سيان، وخاصة ما حصل من إغلاق للمدرسة الثانوية في هجرة الغويبة جنوبالهفوف في الأحساء، إذ اعترض الطلاب البالغ عددهم 94 طالبا على قرار إنهاء تكليف مدير المدرسة السابق وتكليف مدير جديد، وما أعقب ذلك من غياب جماعي وتهشيم لزجاج سيارة المدير المكلف الجديد والتهديد بإيذائه، فأغلق محافظ الأحساء المدرسة ووزع معلميها على مدارس أخرى. تصرف الطلاب الجماعي يحمل العديد من التساؤلات حول إصرارهم على الاعتراض على القرار، وحيث إن الحوار هو اللغة التي أعلنها الوطن، وأقام لأجلها اللقاءات المحلية والإقليمية والوطنية، فكان جديرا بمحافظ الأحساء وإدارة التربية والتعليم هناك الاستماع إلى الطلاب، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن وجه اعتراضهم، وبيان أن العدوان والتهديد غير لائقين لمن يبني أسرة ويحمي وطنا، بدلا من إغلاق المدرسة وتشريد الطلاب في مدارس شتى وزرع روح الانتقام فيهم، بل توزيع الغيظ في مدارس مختلفة وكان من الممكن احتواؤه في مهده. إن لم نمتص الغيظ من الصدور بالحكمة فلن تطفئه قرارات انتقامية.