مازال السعوديون يستغلون الإجازات حتى لو كانت لأيام للسفر للخارج، والتقاتل على الحصول على حجز مؤكد على أي خطوط كانت عربية أو أجنبية حسب وجهتهم وتجنب الخطوط السعودية التي مازالت لا تسعف مواطنيها في أوقات الأزمات! ومهما كانت الإجازة شهرية أو أسبوعية أو حتى ليومين فإنهم يتواصلون مع الشركات السياحية قبلها بأسابيع للفوز بمكان سياحي مناسب وبأسعار معقولة يجنبهم آلام الصدمة عندما لا يفوزون بأي مكان مناسب داخل بلادهم، وإن فازوا بعد تدخلات وواسطات أو حجوزات من أسابيع تفاجئهم الأسعار الخيالية والخدمات المتوسطة إذا لم تكن متدنية غالباً، لأنك لكي تفوز بالتمتع مثلاً بشاليه صغير لا يكفي عائلة من 3 أشخاص على شواطئ جدة، أو الخبر، فإن ذلك سيكلفك مبلغا لا يقل عن 1500 ريال في اليوم، وهذا لتكلفة الإقامة فقط، أما احتياجاتك الأخرى من مأكل وترفيه لأطفالك، والاستفادة من خدمات المنتجع الساحلي فإنك لابد أن تنشط محفظتك أو بطاقاتك الائتمانية طوال تواجدك في ذلك المكان الذي يضعك في وجه المدفع ويمتص أموالك من أجل أيام قليلة لكي تسعد عائلتك! وبالرغم من وجود هيئة السياحة إلا أننا مازلنا نشكو من تدني الخدمات السياحية في كثير من مناطقنا التي يقصدها المواطنون بهدف الراحة لكنها لا تحقق لهم تلك الراحة بمبالغ تتناسب ومختلف المستويات الاجتماعية لدينا، ونحن كمواطنين لا ننعم بالخدمات المثالية سواء كنا في بلاد الحرمين الشريفين، أو على شواطئ مدننا الساحلية، أو في مدننا الجبلية بدون دفع مبالغ خيالية قد تصل لأكثر من عشرة آلاف ريال تكلفة ثلاثة ليال في فندق خمسة نجوم! لذلك لماذا نستغرب هذا التسابق على السفر للخارج سواء للمدن السياحية الخليجية أو العربية في إجازاتنا العابرة تلك والتي من الأولى استغلالها لتنشيط الخدمة السياحية المحلية؟ ولماذا نستغرب الغياب قبل الإجازة بيومين وبعدها بيومين من أجل الفوز بالبقاء خارج المملكة لمدة أكثر؟ ولماذا نستغرب غض النظر عن قيمة التذاكر لعائلة كبيرة بمقابل الفوز بمكان سياحي مميز يقدم لك خدماته على طبق من ذهب، وتنعم بأجواء تشعرك فعلاً بأنك ستتمتع بإجازتك العابرة، ولا تظل طوال وقتك مشدوداً بأعصابك لكي يستجاب لطلباتك وينظر لشكاويك اليومية؟ لذلك قارنوا قيمة السفر لمنتجع عربي أو خليجي بمنتجع محلي قد لا يوفر لك متطلباتك اليومية مع فارق التكلفة الخيالية! وقارنوا بين أجواء منتجعاتنا الساحلية وأجواء الدول المجاورة التي نتفوق عليهم كثيراً في الإمكانات المادية، لكننا لم نتفوق عليهم في جذب الإمكانات البشرية المخلصة لكي تحقق لنا راحة المواطنين \"وبالذات ذوي الدخل المحدود\" في إجازاتهم الأسبوعية أو السنوية بدون استنزاف لجيوبهم التي طوال العام فارغة بسبب الغلاء الذي أرهق حياتهم!