عند الحديث عن الرجال العظماء، والقادة الحكماء، يستجلب الفكر اسفار العطاء، ليكون محلا للوفاء، فرجال الوطن البناة، ومشاعل الأمة الهداة، لا يتجاوزهم الحاضر، ولا ينكرهم التاريخ، ويأمل في معانقتهم المستقبل، فهم من المنائر التي تأبى الصفات النبيلة الانفصام عن هاماتهم السامقة، وينسكب نداها قسراً على اوراق سيرتهم العطرة، وصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية احد القامات الباسقة في لائحة منائر الوطن المضيئة، فاستأثر الانجاز الامني ببصماته، وغمرت الحكمة اعماله، والرأفة عدله، والحزم قراراته، واستوطن أمن الوطن والمواطن مساحة اهتماماته، فتاريخ نايف بن عبدالعزيز الاداري والامني، العربي منه والمحلي، حافل بالانجاز، تفصيلا وايجازاً، اسهره امن المواطن فجهز الرحل للمسير، واقر الخطط والتدابير، فانتصر في معركته مع الجريمة والمجرمين، فكان بلداً امناً بفضل المولى جلت قدرته ثم بعزيمة السواعد الفتية لابناء الاسرة الامنية، فاندحرت الجريمة والفوضى، واستتب الامن والرضا، من انجازاته ايضاً حملة ناجحة ضد المخدرات ومروجيها ومهربيها، اتت اكلها واطاحت بنواصي تجار هذا الداء الذي يفتك بناشئة الوطن ينخر جسد الامة ويقوض كل بناء تنموي فيها، ويتلو الانجاز نجاحا، والفلاح صلاحا، وتستمر المعركة الفاصلة بين التطرف والاعتدال، فينجح نايف بن عبد العزيز في الحملة على الإرهاب والشذوذ الفكري، الذي اودى بمن كانوا ضمن زمرته الى محاربة الوطن والمواطن، واشهار السلاح في وجه ابنائه، فجهزوا انفسهم غزاة للسلم والسلام، ومحاربين للامن والامان، ومعاول هدم للوسطية والتنمية، فحققت الحملة اهدافها في اجتثاث الفتنة من جذورها، بقوة الايمان وعزيمة الرجال، ابناء الوطن وحماة الامن، الذين صنعتهم مدرسة نايف بن عبدالعزيز للحزم والحكمة، والعدل والرأفة، فأحبطوا الانشطة الارهابية ووأدوا الكثير منها قبل وقوعها، وانقذوا الوطن من صلف شذوذ ابنائه، زامن سموه بين الحزم والرحمة فاختط منهجية الاصلاح والمناصحة بتوجيه سامي كريم من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين حفظهم الله، فاعادت الكثير من المارقين عن جادة السواء الى رحاب الحق والصلاح، روماً في الرأفة بأبناء الوطن الذين تم التغرير بهم تحت وطأة الحجة الباطلة لفئة ضالة مضلة، واذا كان امن الوطن والمواطن حاضراُ في اهتمام سموه الكريم، فان امن الحج والحجاج لايجاوز تفكيره، فإشرافه المباشر على جميع اعمال الحج من خلال رئاسته للجنة العليا للحج اظل الحجيج بمظلة الامن الوارف، ولم تتلاش من اهتماماته اليومية احوال ابناء شهداء الواجب واسرهم فاولاهم رعايته وعنايته المستمرة، ولم يقتصر اشرافه على تضاريس العمل الامني فحسب، بل اوكلته قيادتنا الرشيدة الكثير من المهام الاخرى التي يضطلع بها حفظه الله في مجالات التنمية الوطنية الشاملة، من بينها رئاسته للجنة وضع النظام الاساسي للحكم، ورئاسته للمجلس الاعلى للاعلام، ورئاسة مجلس القوى العاملة، ونائب رئيس الهيئة الوطنية للحماية الفطرية، وعضوية المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية، كما ان انجازاته الوطنية لم تكن لتحد من انجازاته الاقليمية والعربية والدولية على مستوى مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب، والعمل الدولي مع نظرائه في الدول الشقيقة والصديقة، وجسد اهتمامه بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم المطهرة في جائزة سموه السخية لها، وبالعمل الانساني والاغاثي فتولى الاشراف المباشرعلى اعمال الاغاثة السعودية، فحصل على جائزة التميز الدولية للاعمال الانسانية لعام 2009 فكان اول شخصية عربية واسلامية يحصل عليها، واهتم بالعلم والعلماء وانشاء الاقسام العلمية والكراسي البحثية في الجامعات العالمية والمحلية، منحته الجامعات المحلية والعربية والعالمية درجات الدكتوراه الفخرية، وحصل على العديد من الاوسمة رفيعة المستوى، من الصين، وفرنسا، والاردن، وفنزولا، وكوريا، ولبنان وغيرها، هذا هو نايف بن عبد العزيز مجموعة قاده في رجل واحد، انجازاته كانت مسوغاً لما اسبغ عليه سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من مناصب، فحمل مسؤولية وطنية عظيمة، ونال ثقة سامية اعظم، وهو لكليهما أهلٌ.