(تتجلى أهمية القرار الحكيم للملك عبدالله بن عبدالعزيز بتفعيل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء واختيار سمو الأمير نايف للمنصب في كونه يأتي تأكيداً وتكريساً لاستقرار الحكم السعودي على المدى الطويل، وأن هذا الاستقرار يحتل أولوية مطلقة لدى القيادة الحكيمة والأسرة المالكة، وهو ما يكرس الطمأنينة لدى الشعب السعودي الحريص على مستقبل وطنه ووحدته، ولدى العالم كله لما للمملكة من ثقل سياسي واقتصادي وروحي، والقرار بهذه الصفة يؤكد عمق وحكمة النظرة المستقبلية لخادم الحرمين الشريفين الحريص – دائما - على مستقبل الوطن واستقراره واستمرار تطوره، نظرا لأهمية المنصب في تسلسل القيادة ولما يتميز به الأمير نايف من خبرة واسعة وعميقة في السياسة والإدارة والأمن، وما يتمتع به من مكانة عالية على مختلف المستويات داخليا وخارجيا). كان ما بين القوسين أعلاه ملخص ما قلته على – قناة العربية - بعد صدور الأمر الملكي بساعات، ثم وجدت زميلنا الكبير الأستاذ تركي السديري يقول نحو ذلك في تعليقه على القرار ل - العربية نت - ولكن بصورة أعمق إذ قال (هو قرار حكيم، ويلتف على أي احتمالات غير إيجابية، ويوصد الباب أمام أي احتمالات غير مطلوبة)، وأكد ذات المفهوم في ختام مقاله المنشور في صحيفة –الرياض - أمس، إذ بعد أن استعرض بشمولية مكانة ودور الأمير نايف المميزين قال (هذا التعيين الجاد والإيجابي كشف للناس أبعاد اطمئنانات سلامة التحرك إلى الأمام حين تكون الثقة عند من يستحقها ويتحمل المسؤولية من هو الأقرب إليها). وفي ذات السياق المعبر عن أهمية القرار جاءت التصريحات التي نشرتها بعض الصحف السعودية صباح أمس، وكذلك تعليقات قرائها على مواقعها الإلكترونية، وتعليقات المتابعين للمواقع الإلكترونية الأخرى، حيث جاءت كلها لتعكس بهجة شعبية عارمة بتفعيل المنصب واختيار سمو الأمير نايف، وهي بهجة جاءت في صورة احتفالية واعية بأهمية القرار وأبعاده وانعكاساته الوطنية الإيجابية الكبرى. لقد أشرت في مقال سابق \"الأحد 17 32009\" إلى ثلاث خصائص بارزة في شخصية الأمير نايف، وقلت إنه يذكر المتابع بالشخصية الفذة التي كان يتمتع بها الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – من حيث عمق التجربة، وقوة الحضور، وتجليات الحكمة، وتشابه التجربة، ثم جاء الاختيار الحكيم لمنصب النائب الثاني ليعطي بُعداً أبهى لذلك التشابه، الذي تتوج باستحقاق الأمير للمنصب في ضوء براعته في قيادة الشأن الأمني على مدار أكثر من ثلاثة عقود بمهارات واضحة تجلى من خلالها إلمامه الواسع بكل ما يستدعيه نجاح إحكام السياج الأمني من معرفة عميقة بالتفاعلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخليا وخارجيا، وبكل ما تتطلبه استراتيجية استمرار بناء الدولة الحديثة الملتزمة بثوابتها وخصوصياتها، والمتطلعة إلى أخذ موقعها المميز المتفاعل مع معطيات العصر. إن كفاءة ومكانة الأمير نايف ليست موضع نقاش، فقد كان ومازال خير عضد وسند للمليك وسمو ولي العهد – حفظهما الله – في قيادة الوطن، وقد جاء القرار الحكيم لمليكنا المحبوب تتويجاً وتكريساً لما يعرفه الناس عن كفاءة ومكانة سمو النائب الثاني، الذي لا شك نال الثقة عن جدارة مشهودة واستحقاق مُتوقع. حمى الله بلادنا واستقرارها ووحدتها وقيادتها من كل مكروه. كاتب يومي بصحيفة \"الوطن\" السعودية.