الكلام الأخير  مسفر الغامدي * ... والوزير خير من يعلم هذا !! “... ولا تبخلوا علينا في المشورة والرأي ، حتى نسهم في تعزيز الثقافة والأدب السعودي ...” هكذا تحدث الدكتور عبد العزيز خوجة ( الوزير الجديد للثقافة والإعلام ) في لقائه مع بعض المثقفين السعوديين ، على هامش الأيام الثقافية السعودية في اليمن . “... لم نشعر بأن رجال الهيئة ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) تدخلوا في غير اختصاصهم ، وأشعر بأنهم متعاونون ويقومون بدور إيجابي” . وهكذا – أيضا – تحدث الدكتور عبد العزيز السبيل ( وكيل الوزارة للشؤون الثقافية ) في مؤتمر صحافي على هامش الاستعداد لمعرض الرياض الدولي للكتاب . كلا الحديثين وردا في صفحة آداب وفنون ( صحيفة الحياة – السبت ما قبل الماضي ) ، ولكن : هل الدكتور خوجة يطلب المشورة فعلا ؟ هل السبيل يدافع حقا عن دور الهيئة ؟ لا أحد يمكن أن يشكك في فهم الوزير للثقافة ، وفي أن المعاني – بالنسبة للثقافة – مطروحة في الطريق ، وهو الشاعر المثقف والقادم من سفارتنا في لبنان ، والعارف قبل غيره ماذا تعني الثقافة ، وكيف يجب أن تدار ؟ فهل يطلب المشورة من المثقفين ، أم يدير أزمة معهم ؟ في المقابل : لا أحد يقلل من سوء الفهم العميق الذي يغلف علاقة الهيئة ( وما تمثله من تيار ) مع الثقافة والمثقفين في بلادنا، السبيل خير من يعلم هذا ، فهل يدافع عنها، أم يدير أزمة معها ؟ ثم : الكتّاب والصحفيون والمبدعون والفنانون ... ألا يفعلون ذات الشيء؟ ألم يقف الدكتور تركي الحمد قبل أسابيع قليلة في نادي جدة الأدبي ليدير أزمته مع التيار المضاد ، وليخرج بأقل الخسائر ؟ نحن في وسط كهذا لا يمكن أن نبشر بثقافة أو مثقفين ... في أحسن الأحوال : ندير الثقافة ( كأزمة) بلغة يخاتل مبناها معناها ، ولا يشي ظاهرها بباطنها . الثقافة الحقيقية فعل ، وليست رد فعل ... نبض حقيقي وليست جس نبض ... تحريض على ولادة فرد مبتكر خلاق ، وليست تعليبا للأفراد ؛ ليكونوا نسخا متشابهة حد التطابق ... تقدّم إلى المستقبل ، لا صراع دائم مع الماضي وأشباحه ... دون ذلك سنظل نطوف العالم - بأيامنا الثقافية - ولن يصفق إلا لرقصاتنا الشعبية ، تلك التي صنعها زهو أجدادنا وفرحهم ، والوزير خير من يعلم هذا... ______________________________________ * كاتب بملحق \"الأربعاء\" الأدبي الذي يصدر إسبوعياً عن صحيفة \"المدينة\" السعودية