صنع في (الأهلي) ..! الأربعاء, 18 فبراير 2009 خالد بن مساعد الزهراني* * بما أن كرة القدم في ظل عصر الاحتراف أصبحت صناعة، فمن المؤكد أنه لا صناعة بدون مادة، وحتى تحصل على صناعة منافسة فلابد لك من دفع مادي سخي، وفي دورينا تظل حقيقة انحصار المنافسة في ظل ما تفرضه ساحة الدفع بهدف الحصول على تعاقدات من الوزن الثقيل محصورة بين الأندية الهوامير. * فالاتحاد الذي بدأ طفرة التعاقدات المدوية والتي وصفت في ذلك الوقت من بعض الذين لا يطولون العنب بأنها مضرة بالكرة السعودية، بحجة التكديس وانتهاءً بما تم في هذا الموسم من صفقات يعطي دلالة أكيدة على أن الاتحاد يمتلك القدرة المادية الهائلة حتى وإن حُصرت في أسماء معينة إلاَّ أن ذلك لا يؤثر في كون الاتحاد يعد أحد أهم الأقطاب القادرة على مسايرة متطلبات الاحتراف وسوق التعاقدات. * الهلال كقدرة مادية هائلة له كاريزما خاصة في كونه يتحرك نحو حاجة الفريق الأزرق بكل قوة ومهما كان الثمن ولا أدل على ذلك من صفقة ياسر القحطاني وأسامة هوساوي ويلي وغيرها وما انفراد الهلال بأكبر صفقتين في تاريخ الرياضة السعودية إلاَّ دليل أكيد على ثقله المادي الذي يمكنه من أن يسجل بصمته في ميدان التعاقدات ذات الوزن. * النصر يتميز في تعاقداته بالنوعية يدل على ذلك تلك الأسماء التي ارتدت شعار النصر، والتي مؤكد أنها لم تكن في متناول اليد، ماديًا مع ملاحظة أن بعض الصفقات الداخلية والخارجية التي بدأها النصر، ورشحت بعض الأنباء حولها كانت نهايتها في غير البيت الأصفر، واليوم يحضر النصر من خلال الأمير فيصل بن تركي حضور الفريق المنافس في سوق التعاقدات ولعل صفقات النصر الثلاث (ربيع وغالي وعلاء) والتي تمت في وقت قياسي دليل أكيد على قوة النصر وثقله المادي. * الشباب يتميز بالهدوء والسرعة في إتمام صفقاته ولا أدل على ذلك من صفقة ناصر الشمراني (الشباب) يسير في منهجية مادية ناجحة ولعل تمكنه من المحافظة على نجومه المطلوبين بأي ثمن من هوامير الساحة دليل على أن الشباب استطاع أن يحقق تلك المعادلة الصعبة. * الأهلي له رؤيته الخاصة في التعامل مع ملف التعاقدات رغم أنه إن أراد فلا يمكن أن يجاريه أحد ولكنه يظل صاحب فلسفة في التعامل مع طبيعة الاحتراف من خلال الاتجاه إلى صناعة اللاعب تلك الرؤية سيباركها الجميع مع أول نتاج لأكاديمية الأهلي في زمن قادم عنوانه (صنع في الأهلي). * كل ما سبق يؤكد أن الأندية القادرة على مسايرة سوق التعاقدات ومتطلبات الاحتراف هي تلك التي تنعم بثقل مادي مع التأكيد على أن خطوة النادي الأهلي نحو صناعة اللاعب خطوة في الاتجاه الصحيح، وهي المخرج في ظل ما يعيشه الوسط الرياضي من مزايدات كما أنها سوف تحقق للنادي الاكتفاء الذاتي ومن ثم التصدير وهو النهج الذي يفترض أن تتبناه جميع الأندية ومن الآن. بقية الفرق تراوح بين القناعة وبين المناداة بعالي الصوت (الزين عندنا) وهي بكل تأكيد ستدفع ضريبة ذلك بُعدًا عن منصات التتويج في ظل هيمنة الأندية القادرة، وكما قيل “اللي ما عندوش ما يلزموش”! ********************** * كاتب بصحيفة \"المدينة\" السعودية0