كمين فى.. منتصف الليل د . عبد الرحمن بن صالح العشماوي* حينما يضيق صدر الإنسان المسلم بما يقرأ من غثاء بعض الروايات والقصص الصادرة في السنوات الثلاث الأخيرة في بلادنا، تلك الأعمال الهابطة لغة وأسلوبا وخلقا. أقول: حينما يضيق صدر الإنسان المسلم بذلك الغثاء حتى يكاد يصل به الأمر إلى درجة الاختناق، تأتي بعض الأعمال الأدبية الجميلة الهادفة، فتفتح نافذة للنسيم النقي تخفف من ذلك الضيق. وهذا ما أهدته إلي مجموعة قصصية بعنوان (كمين في منتصف الليل) للكاتبة (منى محمد العمر) حيث انشرح الصدر بما سطرته الكاتبة من قصص لطيفة خفيفة، ذات رسالة هادفة مع سلاسة في الأسلوب، ونقاء في العبارة، وسمو في الفكرة، وهي مع ذلك تناقش عددا من المشكلات الاجتماعية، والنفسية، والعاطفية، وتنقل صورا دقيقة من واقع الناس المتأرجح بين الخير والشر، والحق والباطل، والإحسان والإساءة، وتتصدر قصة كمين في منتصف الليل قصص تلك المجموعة لأنها جمعت بين القضايا الاجتماعية المتمثلة في وجود الخدم في منازلنا، وبين القضايا النفسية المتمثلة في (سوء الظن) المنهي عنه شرعا الذي ظل يلعب بقلب الزوجة حتى كادت تدمر بيتها وحياتها مع زوجها باستغراقها في سوء الظن، وبين القضايا التربوية التي تحتاج إلى مراجعة في كثير من بيوت المسلمين، مجموعة قصصية مضيئة كتب مقدمتها الناقد د. حسن دبا الذي قال: إن الكاتبة تعي ما سوف ترويه، بل يتكاثف وعيها كخبيرة نفسية حين تفتت العيب الذي تريد التركيز عليه بإضاءته دون سقوط في مستنقع نفس ضلت الطريق، فهي لا تنوي استحسان الرذيلة - كما يفعل كثير من الكتاب والكاتبات - بل تنفر منها، وتختار اللغة التي ترقى بذائقة القارئ، قصص قصيرة تحمل عناوين ذات دلالات وإيحاءات فنية تشد الانتباه (كلف في وجه البدر) و(ساعة يدها) و(عندما يصبح رجلا) و (المحادثة الأولى) و(السدر والريحان). إنها رسالة نوجهها إلى بعض كتاب وكاتبات الرواية في بلادنا الذين خرجوا بما كتبوا عن آفاق دينهم الحنيف الذي بعث به رسولنا صلى الله عليه وسلم متمما لمكارم الأخلاق تحية للكاتبة (منى محمد العمد) ومزيدا من العطاء الأدبي الراقي، وعودة إلى الأدب السليم الذي يبني لنا الذوق السليم. إشارة : كيف نبني كياننا بفريق=في متاهاته يذوب انهزاما ******************************* *أحد ابناء منطقة الباحة ، شاعر وأديب وكاتب ، يكتب بصحيفة \"الجزيرة\" السعودية.