أين الحزم في إعلامنا الرياضي؟!  سارة الغامدي* أمر مؤسف ما حدث في قمة الأسبوع الثالث من دوري المحترفين السعودي لكرة القدم، والتي جمعت النصر بالاتفاق، وانتهت بأحداث دراماتيكية محزنة غابت فيها الروح الرياضية من جماهير الفريقين، وممّا زاد الطين بلّة ضعف الحكم المكلّف بإدارة المباراة قياسًا بحجم اللقاء، ووقوعه في أخطاء تحكيمية ساهمت في تأجيج الجمهور، وأثارت رئيسي الناديين، وأعضاء شرفهما، وساهمت في تشويه الصور الجمالية للكرة السعودية، والتي تعتبر مسابقاتها الكروية الأجمل والأكثر إثارة على مستوى العالم العربي، ولم تكن هذه الأحداث الأولى في مسابقاتنا المحلية، ولن تكون الأخيرة مالم يوجد اتحاد الكرة عقوبات حازمة ضد هذه التصرفات الرعناء سوى من الجماهير، أو من حكام المباريات، ومن الحقائق أن إعلامنا الرياضي يثبت تورّطه في كل قضية إشكالية تحدث في الرياضة السعودية، من خلال الإعلام المتعصّب الذي يثير الاحتقان بين جماهير الأندية، ويبحث عن المسؤولين أصحاب التعاليق الأكثر قوة وإثارة لشحن الجماهير واللاعبين والحكام بها؛ ممّا يولّد أمورًا لا تُحمد عقباه في لقاءاتنا الرياضية. إن الحزم في التعامل مع هذه المشاكل أمر لابد منه قبل أن يكبر الموضوع، ويستشري في جسد الكرة السعودية، وتتحوّل مبارياتنا الرياضية إلى ساحات للمعارك الطاحنة، وتصفية الحسابات، وزع الكراهية بدلاً من أن تكون الرياضة مساحة للتنافس الأخوي الشريف والمحبة. وللأسف فإن الإعلام مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالاتّزان وعدم اللهث وراء مصلحة أندية معيّنة على حساب أخرى استرضاء لبعض رؤساء الأندية، وأعضاء الشرف وطبعًا كل شيء بثمنه، فمصلحة الوطن فوق كل المصالح، والأندية السعودية متساوية لا فرق بينها، أمّا مَن يزرع التعصب في إعلامنا الرياضي فيجب أن يجد العقاب الرادع، ويحاسب على ذلك ولا تمر كتاباته الاستفزازية مرور الكرام، وهنا يجب أن يكون الحزم، ثم الحزم، ثم الحزم من القائمين على الصحف أولاً، ومن الرئاسة العامة لرعاية الشباب والوزارة حتى لا نصل لدرجة قد يتحوّل فيها الأخ إلى عدو لأخيه؛ بسبب مباراة لكرة القدم تنتهي أحداثها بعد تسعين دقيقة، ويعود اللاعبون ليسهروا سويًّا بينما جماهير الفريقين يتنازعون ليؤكد كل منهما أحقية فريقه بالفوز في إطارات بعيدة عن الروح الرياضية، وأقرب إلى العدائية والتعصب المقيت، حمانا الله وإيّاكم من المشي في دروبه . *************************** *إحدى بنات منطقة الباحة ، كاتبة في صحيفة \"المدينة\" السعودية.