محافظات ومراكز منطقة تبوك إعداد : عبدالرحمن بن مهدي الدريبي الزهراني لمنطقة تبوك أهمية كبرى في التاريخ الإسلامي، إذ شهدت مدينة تبوك الغزوة التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن بها المسجد الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم . تتوافر للمنطقة مقومات الجذب السياحي، ولاسيما بعد أن هيأت الدولة الطرق والمرافق وفق أحدث الأساليب الحديثة . كما أن وجود منافذ برية وبحرية للمملكة في هذه المنطقة مع الأردن، وإطلالتها على البحر، ساعدا كثيراً في رواج النشاط التجاري بها، ويزدهر فيها النشاط الزراعي على الرغم من قلة أمطارها، وذلك لوجود مياه جوفية كثيرة بها، وتشتهر محافظة تيماء بكونها من أكثر المناطق الزراعية خصوبة في المملكة العربية السعودية، وهي معروفة بإنتاج التمور . وتصدر منطقة تبوك منتجاتها الزراعية إلى جميع مناطق المملكة العربية السعودية وإلى خارجها، ومن أهم تلك المنتجات الأنواع المختلفة من الورود والزهور. وقد كان وراء ازدهار النشاط الزراعي في منطقة تبوك إنشاء أكبر الشركات الزراعية في المملكة، وهي شركة تبوك للتنمية الزراعية التي تأسست في عام 1403 ه . ويروج صيد الأسماك في المحافظات الواقعة على ساحل البحر الأحمر، مثل محافظات : حقل وأملج والوجه وضباء . وتتبع إمارة منطقة تبوك حالياً وفقاً لنظام المناطق خمس محافظات و62 مركزاً، ومنها 19 مركزاً من (الفئة أ ) و 43 من (الفئة ب ) ومحافظات منطقة تبوك الخمس هي : محافظة ضباء إحدى مدن الجزيرة العربية التي خصها الله سبحانه وتعالى بموقع استراتيجي مهم على ساحل البحر الأحمر، وهذا الموقع قد شد الانتباه إليها، وتقع بالقرب من دائرة عرض ( 22/72 ) شمالاً وخط طول ( 43/35 ) شرقاً، وشمالاً من مدينة الوجه بمسافة تقدر بحوالي ( 541 كم ) وتبعد عن خليج العقبة بحوالي ( 260 كم ) وعن العويند جنوباً، الواقعة آخر مصب وادي نبقة بحوالي ( 80 كم ) كما يقع في جنوب مدينة ضباء مجموعة من المواني والمراسي الكثيرة، وهي من أكبر المحافظات الساحلية وهي ميناء المملكة الشمالي ويربط المملكة بالمغرب العربي وإفريقيا وأوربا ومصر، فقد أنشئت بها قلعة عسكرية قوية عام 1352ه وذلك بعد أن اختار الملك عبد العزيز آل سعود يرحمه الله.. الموقع بنفسه. أقيمت على ربوة مرتفعة على ساحل البحر الأحمر من الشمال والغرب وقدرت مساحتها مابين (45 65 متراً مربعاً) وعرض جدار البناء متر ونصف تقريباً وهي ذات أربعة أبراج تضم حوالي عشرين غرفة و فناء ومسجداً يتوسطها من الجنوب إلى الشمال باب كبير و كان بناء القلعة من الحجر الجيري الأبيض المائل للاصفرار. ومنذ عهد الملك عبد العزيز أخذت البلدة تمضي قدماً في مسيرة التطور والبناء والحضارة والنماء وشملها الإصلاح من كل جوانبه بعد أن استفادت من القروض العقارية والزراعية وصيد الأسماك وغيرها التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين للمواطن دون فوائد، ومضت الأيام بمدينة ضبا فأصبحت مدينة نموذجية تزدهر بالميناء الجديد الذي يعد أحد المكارم الملكية والذي سيعيد لها تاريخها الاقتصادي ونشاطها التجاري. محافظة الوجه على بعد ( 145 كم ) إلى الجنوب من محافظة ضباء على ساحل البحر الأحمر وتبعد عن تبوك بمسافة تصل إلى ( 325 كم ) وهي من المدن الساحلية القديمة، ومدينة الوجه هي إحدى مدن الجزيرة العربية القديمة التي تقع على إحدى هضاب الساحل الغربي للبحر الأحمر على خط عرض ( 26/14 ) وخط طول ( 26/27 ) وبفضل هذا الموقع المتميز ازدهرت قديماً فيها الحياة أكثر من غيرها من البلاد التي لا تقع على ساحل البحر الأحمر، وانطلقت فيها الحياة التجارية والحركة الاقتصادية، وبسبب سهولة مواصلاتها البحرية اتصل سكانها اتصالاً مباشراً بالعالم الخارجي. محافظةأملج تقع على ساحل البحر الأحمر بين مدينة الوجه شمالاً ومدينة ينبع جنوباً وتبعد عن مدينة تبوك بحوالي ( 57 كم) إلى الجنوب وهي من المواقع التاريخية القديمة ، وتقع على خط طول ( 14/37 ) وخط عرض ( 5/25 ) وهي إحدى محافظات تبوك،وقد انتعشت المدينة واتسعت في العصر الحاضر وزادت حركة النشاط التجاري و العمراني والتعليمي بالمدينة،وقد اهتمت بها حكومة المملكة وزادت من كفاءة الأجهزة الإدارية بها، حيث يوجد بها مقر للإمارة ومختلف الإدارات والمرافق العامة وخاصة جهاز الإدارة الصحية الذي أصبح على أعلى مستوى من الكفاءة والعمل . ويعتقد البعض أن أملج بمكانها الحالي ليست حديثة العهد بل هي مدينة قديمة الوجود حديثة الاسم، حيث كانت تسمى من قبل (الحوراء) جاء في معجم (ش.غ.المملكة للمؤرخ الكبير الشيخ حمد الجاسر ): إن أملج تقع في ميناء حوراء القديم قامت مكانه في جانبه الجنوبي إلا أن انعدام الآثار في أملج يوحي بعكس ذلك..في حين أنه توجد آثار كثيرة وبقايا أطلال قديمة ظاهرة شمال مدينة أملج الحالية.. يسمى موقعها بالغبايا وقد يعطي ذلك مؤشراً إلى أن هذه المنطقة هي الحوراء التي ورد ذكرها في رحلات الحج القديمة. وشهدت مدينة أملج تطوراً ملحوظاً من نواح عديدة فامتدت إليها أيادي التعمير في كل المنشآت مما زاد روعة المدينة فتوافرت الخدمات التعليمية والصحية فزاد النشاط التجاري فيها مما زاد من أهميتها الاقتصادية فأصبحت تعد من أهم المناطق ومازالت الأيادي تعمل من أجل تطويرها لتصبح من أجمل المناطق الموجودة في المملكة. محافظة حقل تقع على الضفة الشرقية لساحل خليج العقبة وبينها وبين مدينة العقبة الأردنية حوالي 30 كم وهي بين جبلين في واد تجتمع فيه سيول أودية حسمى، حيث تصب في البحر وتبعد عن تبوك بحوالي 220 كم. وكانت حتى عام 1361 ه مركزاً مهماً لصادرات المملكة إلى الأردن وفلسطين ومصر خاصة الأغنام والإبل..وفي تلك الفترة كانت شبه خالية من البيوت، ونظراً لموقعها وأهميتها فقد اهتم الملك عبد العزيز آل سعود بها رحمه الله .. وأنشأ بها إحدى قلاعه التي تحولت فيما بعد إلى مجمع الدوائر الحكومية، ومن القلعة و ما حولها بدأت النواة السكنية الأولى تظهر بالتدرج وتتلاشى بيوت الطين وجريد النخل ليحل محلها عمارات شاهقة ومبان ضخمة. وفي العصر الحديث تحولت حقل إلى مدينة رائعة الجمال فقد أسس فيها المعمار على أحدث طراز فظهرت المباني الشاهقة والعمارات والمدارس والمستشفيات فزاد ذلك من أهميتها الاقتصادية والاجتماعية، وأصبحت مصيفاً رائعاً هادئاً لكل من يعيش على أرض منطقة تبوك لما يتميز به من جمال في الطبيعة ومناخ يجذب السائحين والمترددين عليها. محافظة تيماء على بعد 260 كم شمال المدينةالمنورة تقع مدينة تيماء؛ إحدى مدن شمال الجزيرة العربية ذات التاريخ القديم وجذور تاريخها ضاربة في أعماق الزمن إلى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، وتيماء كانت مدينةً تجارية تمر بها قوافل التجارة التي كانت تلقى كل ترحيب وعناية من أهل تيماء الذين غلبت عليهم الصفات العربية الأصيلة ومنها الكرم. وهي مليئة بالآثار القديمة الظاهرة والمطمورة في باطن الأرض، ويتحدث المؤرخون عن أرض تيماء لما تحوي من الآثار والكتابات القديمة ومنها ما يعود إلى 732 ق.م ومن أهم الآثار التي وقعت في أيادي المستشرقين \"حجر\" ويوجد الآن في متحف اللوفر بباريس، أطلق عليه حجر تيماء وقد نقله منها المستشرق شارل هدير إلى باريس عام 1884 م ويرجع تاريخ الحجر إلى القرن الخامس قبل الميلاد. بئر هداج ويعتبر بئر هداج أحد المعالم الرئيسية في أرض تيماء وما زالت آثاره باقية إلى الآن وكان البئر عبارة عن عين غزيرة المياه، حيث كان عمقها يبلغ قرابة التسعة أمتار عن سطح الأرض وقطرها من 2141متراً تقريباً وكانت تستخدم منها المياه بطريقة بدائية وباستخدام ظهور الإبل وتستخرج منها المياه على دفعات تبلغ الدفعة الواحدة قرابة 6000 لتر.