الغالب من بني آدم معرض للإصابة بالأمراض بغض النظر عن ماهية تلك الأمراض ومدى خطورتها على ذلك الشخص المريض , وقد يلجأ أحياناً كثيرة إلى المستشفيات حيث ان الوضع قد يتطور عما كان عليه في السابق من ناحية تطور الطب والأطباء والتعمق في هذه المهنة التي تعتبر مهنة عظيمة وخدمة إنسانية لشتى شرائح المجتمع , وهي كذلك مهنة إنسانية لأن الطب كان يعالج لأجل إحياء نفس من الموت ومهنة إنسانية لأن الطبيب يشعر بذلك المصاب وتجده يعجل بعلاجه وبالإجراءات اللازمة مع ذلك المريض أو المصاب من غير اهتمام بالأجر المادي , بل كان عمله لأجل إنسانية وكرامة ذلك المصاب الإنسان الذي كرمه الله وبإذنه سبحانه وتعالى وتوفيقه لذلك الطبيب المخلص يتماثل شفاء ذلك المصاب الذي كان بحاجة فقط للطبيب الأمين المخلص , وحيث ان الطب كان بدائياً في السابق وكان يعتمد على أجهزة محدودة في العلاج والأدوية كذلك تجد أن أغلبها يعتمد على الأعشاب وقد ينجح الطبيب أحياناً في علاج مرضاه وقد يتوفى من غير تقصير من الطبيب وإنما لأن علاجه لم يعرف بعد ولم يكن موجوداً في ذلك العهد , وأما الآن نعيش تطورات ملحوظة في مجال الصحة حيث وجدت علاجات لأمراض تسببت بحالات من الأسى والحزن على محبي ذلك المصاب والمريض لأن علاجه لم يكن متوفراً , والآن يبكي أقرباؤه جراء ضعفه وقلة ذات اليد وتدني وضعهم المعيشي الذي تسبب بعدم علاجه بسبب جشع تلك المستوصفات والمستشفيات الخاصة التي لا تهتم بالمريض إلا إذا دفع حسابه وكذلك لا يقدم الطبيب أي خدمة انسانية لذلك المريض الذي يراه أمامه وقد ساءت حالته الجسمانية والمادية أيضاً وهو الذي أقسم عند تخرجه من الطب أن يخدم المرضى وأن يكون عمله إنسانياً وليس مادياً بحتاً . ولكن ... أعتب على وزارة الصحة لأنها أطلقت العنان لمثل تلك التصرفات من المستشفيات الخاصة وذلك بعدم وجود رقابة قانونية بعد أن هانت الرقابية الربانية لديهم , فعندما نلاحظ ونأخذ جولة سريعة في تلك المستشفيات الخاصة نجد أن الأسعار خيالية وخاصة إن اشتهر عن ذلك المستوصف أو تلك المستشفى أنه يوجد لديهم طبيب حاذق حيث يستقطب الناس وأغلب شرائح المجتمع وذلك لاتقانه في عمله وهذا ما يؤدي إلى الاستغلال المادي من قبل إدارة تلك المستشفى وذلك المستوصف وهذا بسبب ذلك الطبيب المخلص الذي لا تكاد تحصل عليه إلا بشق الأنفس ومن ثم تأتي وتتفاجأ بفاتورة الحساب الذي يكلف كل مدخرات تلك الأسرة . وهذا الجشع المادي الذي أعمى بصيرة أولئك الذين ليس همهم ومرادهم في هذه الحياة سوى جمع المال بأي طريقة كانت , ناهيك عن سوء الخدمات المقدمة وعدم الاهتمام بالمرضى وإعطائهم أدوية هم ليسوا بحاجة لها وإنما لكسب المال وكذلك تنويمهم لأيام إضافية بدعوى الاطمئنان على المريض وفي الأساس كله استنزاف مادي . وأناشد وزير الصحة بتكثيف المراقبة عليهم لكي لا تتضاعف السمعة السيئة عنهم . والله من وراء القصد ,,, *************************** كاتب في صحيفة \"الندوة\" السعودية.